[د. فريد ابراهيم]

كوني بحرا ..

أنساب في تياره الدافيء كـ سمكةٍ

لا تحيا الا بين أمواجه .. و تتلوى اختناقا اذا خرجت لحظةً منه

تستجدي شهيقا من مائه .. و تحتضر في سكرات البعد عنه

كوني خفقةً ..

تُحيي قلبا علي مشارف الموت ..

فـ يستغنى بكِ عن الصدمات الكهربية

و يكتفي بـ صدمتكِ الغرامية ..

لـ ينبض بكِ عشقا الي ابد الدهرِ

كوني اثرا اقتفيه وصولا الى الجنة

كوني لـ قلبي كل ما يتمنى

كوني نجما يهتدي به في عتمة خُصلتكِ

و اجعليه مؤشرا وحيدا في قلب بوصلتكِ

لا يُشير الا بـ اتجاهكِ ..

كوني سماءً صافية ..

استظل بها ..

عاليةً و بعيدة

و لكنها ..

تنحني لـ تُلامس أرضي في الافقِ

كوني شمسا في اخر النفقِ

تُشع ذهب الدهشة و السرور

كوني طاقةً من نور ..

لا تُذبل نضارة الافئدة الخضراء

تحرق قلب الفراق و لا تحرق

أطراف الشعور ..

كوني نافذةً في سور ..

تُطِل على بعدٍ اخر

على زمنٍ اخر

على كونٍ يدور

في عكس اتجاه عقارب الساعة

و عكس اوامر السمع و الطاعة

كونٌ متمرد .. في الحسن متفرد

كوني ريشةً تطفو في هواءٍ حر

تتحدى الجاذبية و السقوط الحر

فـ تحط وقتما تشاء .. و أينما تشاء

بـ قرارٍ حر

كوني قطعتين من السكر ..

في فنجاني الُمر

فـ هكذا أحب قهوتي

سمراء ..

معطرة ..

و مزاجها سحر

و هكذا أحب أن تكون حبيبتي

فـ يحلو في ذهب قفصها الأسر ..

فريد 21/9/2017