منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الحلم الأدبي
الموضوع: الحلم الأدبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2017, 02:33 PM   #1
سميرة الشريف
( كاتبة ورسّامة )

الصورة الرمزية سميرة الشريف

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 25

سميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهر

افتراضي الحلم الأدبي


إلى أين حقوق الأديب المؤلف ؟؟

بدأت بالأسى تجاه الأمر كُنت في الحقيقة أُحلقُ عاليًا في سماءِ الطموح دونما ملامسةٍ لأرضِ الواقع خشية أن تعلق قدماي في أحد منعطفاته الواهية ،وأن تظل حبيسة القيود والرتابة.
أنا اليوم أبحثُ عن طموحٍ مُختلف تمامًا عن تلك الطموحات التي وقعتها نهاية كل سطر من كتاباتي ...كُنتُ المُتيمة حقًا في خلقِ مُحيطٍ أدبي يستحقُ أن يُؤطر بعنايةٍ فائقةِ الوصف....
كلنا وبلا جدل حينما نقرأ في كُتب الصوت الأدبي القديم للرافعي ،وللعقاد ،وللشيخ الأديب الطنطاوي، ولغيرهم من أصحاب الأقلام العظيمة، تجد أنك تصفقُ بقلبك المُتلهف لهذا الجمال النابغ ،والنابع من سُطورٍ راحلة، وتتمنى لو أن الزمان أعاد دورته !و أخرجَ أقلامًا أدبيةً زاخرةً براجحةِ القلبِ قبل العقلِ، حاذقةً في وصفِ المنطق، وفلسفة الحياة، وغزارةِ المعنى المُتراكض في قلب الأديب الأريب الذي يحولُ بأمرِ رب السماءِ صورَ الحياةِ الصامتةٍ إلى صورٍ ناطقة* في خيال القارئ، فَتُجري في دواخله أحاديثًا، وحكمًا ومُثل حياة...
لا أريدُ أن أستطرد كثيرًا ،فالأمر كله سطور لا تفي حق الأديب في الحديث عن أدبه القدير ...
نحن اليوم نسترجعُ ذاكرةَ الأمسِ التي تعلمت في صفوفِ الدراسة شخصيات أدبية عظيمة السير ،وحفظتْ كلماتهم عن ظهر قلب بل ،وانسجمت مع مواقف الحياةِ اليومية ،وأصبحتْ روحُ الأدبِ تتفرعُ في أرواح مُتأمليها ..لِتُصيرهم أقلامًا أدبية أخرى ،بدماء جديدة للحياة ،تكتبُ وتمارسُ الحياة بكل صروفها، وألوانها وتتغذى بين الفينة والأخرى من تجارِب الأيام، ثم نجدهم انهمروا تدوينًا لكل ما يركضُ في خلجات الأنفاس ..
أدبٌ يُصنعُ من واقع الأيام، تربى على لغة القرآن، وفصاحة المفردة*، وحان له أن يُؤتي اليوم ثمارًا يانعة ...ولكن تظل الخيبات تُدس خفية في خلجاتٍ صامتة ..
اليوم لم يعدْ كالأمس الزاهي الذي يُبسط أشرعة الجمال، و جماله النبيل كان يُلزم الأديب أن يأتي بما نفع؛ ليكون الوقع الصادق ...الكتابة من أجل الكتابة ذاتها ..
فحينما نرى حالَ الأدبِ كيف تحول من العناية بمحتواه ،ومعانيه ،وأفكاره التي يستندُ عليها روح الأديب ...إلى سطحيةِ المعنى، وتكرار الفكرة لتبدو* متشابة هشة، ويبقى العنوان هو المُختلف.. ..إلى جانب التهميش من قبل دور النشر التي تطبعُ مئات الكتب ،وتنحازُ لبعضِ أقلامها بحكم الانتشار الواسع لها في مواقع التواصل الإجتماعي !وأيهم أكثر انتشارًا هو أكثر مبيعًا دون النظر إلى المحتوى ودون العناية بالفكرة والهدف .
فكل ما ضج صوته زاد التلفت إليه ...
قالها لي صراحة صاحب دار نشر كتابك ثقيلٌ جدًا في لغته ،و هو بذلك لا يُسوق لي وداري ستخسر ،ثم إن رأس مالي القراء، وخاصة قراء جيل اليوم ...جربي أن تكتبي قصة بلغة سهلة وتكون بمستوى القراء...
عجبًا أهذه مكانة الأدب؟ وهذه منزلة الأديب...؟وهذه النظرة المُقللة من شأنِ القارئ المُثقف؟ أن تنال دار النشرِ أرباحًا متوالية ،أم عددًا هائلاً من عقول القراء !؟
لا أعرف ما مقياس الأدب اليوم؟
وما اهتمامات دور النشر؟
ولكن كل ما أعرفه الآن أن الأدب أصبح تجارة بشعة لدى دور النشر ،ترفعُ من شأن كتب،ٌ تنسجمُ مع أهدافها ،وتخفض من شأن بعضها فتجعلها في زاوية التهميش ...
يا دار النشر الموقرة ...إن الأديب المؤلف هو نفسه صاحبكم الكاتب المؤلف ...تكلف وعني وسدد مبالغًا مالية مقابل أن يكون أدبًا حيًا على رف الحياة ..
شق طريقه مُدونًا أهدافًا كُثر...أن يعتني بلغته العربية الأصيلة ،ثم يُربي بُنيات فكره على البيان، ويرسم للقارئ عوالمًا مُتباينة كلها واقعًا تجسدت في قلب الورق...
الأديب ذاته كان يعتني بأهدافه أيضًا خلود اللغة العربية ،والحفاظ على هويةِ الجمال فيها ...

لماذا لا يُعنى بصناعة الأدب الأصيل ؟ونمضي كما مضى أسلافنا في الحفاظ على هوية اللغة العربية ،والبقاء على أصالتها ،وتقبلُ الأقلام الجديدة التي تحملُ ملامح أسلافها بل العناية بها ؟
وختامًا ...
كل طرقةِ حرفٍ على تلك السطور كان صداه القادم* من كتابي الأدبي الذي التزمَ غفوة طويلة جدًا، وجدًا على رفٍ جهل قيمة الكلمةِ البليغة، والهدف السامي النبيل..

ليظلَ الرف المُنحاز لكبريائه، مُغمضًا عيناه ؛ لِيُوقدَ شموعًا سرعان ما تنطفئ من نفثةِ وعي عابرة ...ولتظل كلماتي أدبًا ناطقًا في قلبِ الحياة.. فلا مجال لخرسِ المداد الأدبي عن الثرثرة..
يا كرام...
إن غُثاء الكلمات سيطفو على سطحٍ تتلقفه الأيدي قراءة، ثم يُهمل ؛ فالغلاف يشدُ لخواء داخله، ويبقى النافع راسخًا ثابتًا في مكانه يتهيأ للنهوض مع كل إشراقةِ فكر، ومع كل خفقةِ حسٍ إنساني ..


ضفاف قلم...قلمٌ يُجرب صوته ؛ لتكن الأصداء ذات وقعٍ عذب، تتسللُ إلى منافذ الروح، وتُهدي الجفون مهد راحة.*

سميرة المثمي الشريف

 

سميرة الشريف غير متصل   رد مع اقتباس