منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - جوع .
الموضوع: جوع .
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2017, 12:46 PM   #1
عبدالله مصالحة
( كاتب )

افتراضي جوع .


لقلبه الذي لا زال يحاسب النَّسيم على أنفاس قنَّطته من الزَّوال, تذكرة وعد وحزمة غياب !
ما بقي من عمره رغوة شفافة ترى كلَّ الأشياء على مهل , ينصب قامة فوق الأخرى , ويستعيذ كثيرا ً من الأحلام الثمينة التي تخاطب سوءة نفسه حين يخالط السقوف , كانت مدرارات السنين بشحوبها في مخاض العدم , يستلقي النّاجون من أفكاره على شاطيء جاف الأجوبة , وخيول الغيم تسحب الدَّمعات إلى موانئ مفزعة , إلا أنَّ فراشة السلام تضحك على الخرافات بين عينيه حين يطيش في جبينه أمدا ً بعيدا , على مدار الوقت المحروم من اللهاث المتبقي حين سطوٍ وحدويّ يمكث , يبرهن لكلّ الطّرقات كهالة ممشاه وهو يضرب الأرض بقوّة السنبلة المغروسة في أديم ماطر , كم كانت روحه صعبة التبيان , حين يتحايل عليه اللّيل ليناظر أقمارا ً لا محسوسة تنجيه من صبحه اللَّدود الجافي .. كتب على سدرة منتهاه بلاغا ً : أنّ كلّ الأشياء التي عجنت في طريقه إلى الآخرة دُفنت في قرطاس مكلوم , وسيقت مع الرّياح تخاطب الأزل بوعيد لا يأتي حينه إلا معجزة !

هل كان سطو حاضره غائبا ً حين اندرج من سنديانة أمله إلى شوك الغربة .؟
كم بعيدة سوءة الأمانيّ المنتظرة على القارعة , على المخاطبات المسائية لعينيه حين تصطلي نار وجومه , لاخوفٌ يحيك مطالبه ولا أنسجة لمداليل ريقه تستعيد كماليَّته , أجوفٌ إلا من إله , يترتَّب على موسيقى هادئة وتبعثره حفنات شوق , في الحنين مدرسة خاوية المقاعد , ترسمه الألواح حافيا ً يرتدي معطف هربه , يساوم الرَّحيل في كل روعه , هو الرّحيل إن أتاه أتى وإن غاب ركض إلى منفاه ,

جائعٌ إلى الدُّنيا كما جاعت خطوط اليد في استقبال ملمس اليقين , مواضب على صورة مغايرة تعيده بريئا ً كسطوع الشمس بعد الحروب , يكفيه أن يتناسل مع البحر أحاديث الغرام التائهة , يتقرفص على حافَّة النَّدى , يخاطب الورد بكل وداعة , والأنين مكبوت كنقش فريد يصقل تجاربه .. والدنيا تهطل على أدمغته مطرا ً عابقا ً بكلّ صورة مغلقة تحاول تأويل التأويل .

في حينه .

 

التوقيع

اللهم نصرك الذي وعدت ..

عبدالله مصالحة غير متصل   رد مع اقتباس