جوع / عبدالله مصالحة :
هل كان سطو حاضره غائبا ً حين اندرج من سنديانة أمله إلى شوك الغربة .؟
كم بعيدة سوءة الأمانيّ المنتظرة على القارعة , على المخاطبات المسائية لعينيه حين تصطلي نار وجومه , لاخوفٌ يحيك مطالبه ولا أنسجة لمداليل ريقه تستعيد كماليَّته , أجوفٌ إلا من إله , يترتَّب على موسيقى هادئة وتبعثره حفنات شوق , في الحنين مدرسة خاوية المقاعد , ترسمه الألواح حافيا ً يرتدي معطف هربه , يساوم الرَّحيل في كل روعه , هو الرّحيل إن أتاه أتى وإن غاب ركض إلى منفاه ,
جائعٌ إلى الدُّنيا كما جاعت خطوط اليد في استقبال ملمس اليقين , مواضب على صورة مغايرة تعيده بريئا ً كسطوع الشمس بعد الحروب , يكفيه أن يتناسل مع البحر أحاديث الغرام التائهة , يتقرفص على حافَّة النَّدى , يخاطب الورد بكل وداعة , والأنين مكبوت كنقش فريد يصقل تجاربه .. والدنيا تهطل على أدمغته مطرا ً عابقا ً بكلّ صورة مغلقة تحاول تأويل التأويل .