في دربي الطويل .. و في ظلمته .. و وسط عثراته .. كنتِ ذلك الكف الذي أنتشلني من وسط الحطام و أزاح عني كل الركام ..
وحين ألوذ في الحياة تائهة ضائعة .. أهذي بأفكاري و تملأني الرهبات .. أجدكِ كهف الأمان و سبيل الوصول ..
و رغم كل عثراتي و نهوضي بنصف أمل و نصف ثقة ..
كنتِ حاجزًا يحجب الانظار عن ضعفي و يغطي عجزي بحروفِ كان وقعها عليّ كمنشط يحفزني فأصبح أقوى ..
و تذللت لي الحياة .. فكانت كلماتكِ حكم و وسط توبيخاتكِ مواعظ و غضبكِ لم يكن سوى حُب .. و بتُ أحمل بين أضلعي قلبًا قويًا و صار عقلي حكيمًا ..
أيا معلمتي .. كيف أصفكِ و حروفي خجلة .. و كلماتي مضت مبتعدة ..
أيا نهرًا يصب في حنايا قلوبنا حبًا و حنانًا .. أيا زهرةً يملأنا أريجها سرورًا و سعادة .. أيا عطاءًا لا ينضب .. أيا معدنًا أصيلًا يغرس فينا قيم ..
يا منجم المعرفة .. و كنوز العلم .. و ميسرة الطريق .. و سفيرة الأمنيات .. يا من تتأنق حروفها و ترتدي حلة أهزوجة الفرح .. يا من تمر كهفيف النسيم ..
أشكركِ على كل الأمل و كل الدوافع التي منحتني إياها و أحمل لكِ حبًا صادقًا مكلل بالدعوات ..