الله تعالى خلق كل شيء، وهو بكل شيء عليم.
الإنسان عقل، وروح، ومادة، ويُقصد بالمادة جسد الإنسان، أي الإناء الذي يحتوي العقل، والروح، وللعقل خمس ملكات ( غير مرئية ) وهي الذاكرة، والخيال، والحافظة، والمبدعة، والمفكرة، وللعقل خمس أدوات مادية ( مرئية ) وهي العين، والأذن، والأنف، واللسان، والجلد، وهي أدوات مادية لأنها تتعامل مع المادة مثل العين - مثلا - تستطيع التمييز بين المسافة، واللون، ومثل الأنف التي تميز - مثلا - بين الروائح العطرة، والروائح الكريهة، وهكذا الأذن تميز بين الهديل، والنهيق.... إلخ.
في حين تكون الروح هي المسؤولة عن القيم المعنوية ( غير المرئية ) أي القيم التي ليس لها محددات، أو أبعاد مادية مثل الحب، والكره، والفرح، والحزن... إلخ.
وهكذا هي أيضا الفطرة، والإكتساب، أي ما فُطر عليه الإنسان وهي فطرة جامعة للبشر، وما يكتسبه الإنسان من دين، وتعليم، ولغة، وثقافة وهي مكتسبات تميز المجتمعات عن سواها، وإن مضينا يعيدا فهناك الكثير من المعارف التي تحدد طبيعة فعل العقل صحيحه من خطأه مثل النسبية، والمطلق، والحق، والحقيقة، والجزء، والكل، وهكذا تمضي الفلسفة في تجزئة المعارف، أو بالأصح خصخصة المعارف ليتسنى للإنسان معرفة كنه الأشياء التي تقود بالنتيجة إلى الإيمان بالله تعالى، وإلى معرفة إن الإنسان قد خُلق في أحسن تقويم، وإذا كان الأمر هكذا فأننا لسنا مجبرين لأخذ بعض القوانين الفكرية التي لا تتناسب مع قيمنا المجتمعية، بل لا تتناسب حتى مع المجتمعات التي ظهرت فيها، ولا تتناسب وطبيعة العقل البشري، بيد أنه يجب علينا ألا ندير ظهورنا لما فيه الفائدة لمعارفنا، فالمعايير العقلية هي من الأهمية بمكان لأنها تجعلنا نعرف إذا ما كنا نعمل العقل بالشكل الصحيح، أم أننا نرمي الكلام على عواهنه.
/
الأستاذ القدير / العربي
إطلالة تستحق الشكر، والتقدير، وتنم عن رؤية سليمة في زمن باهت قلت فيه الرؤى.
ود لا يبور.