يا وحدةَ المحزونِ في ظلمائِهِ
و كذا الأسى يأتيكَ دونَ رفاقِ
فكأنَّ وجهَ الكونِ يرفضُ باكياً
سُدَّتْ عليه مقاصدُ الآفاقِ
و كأنَّ هذا الدهرَ في صفحاتِهِ
قد شرَّعَ الآلامَ في الترياقِ
تبكي وحيداً ثم تضحكُ باكياً
وإذا انكسرْتَ فإن ظلَّكَ باق ِ
الكاظمون الغـيظَ في جنباتِهمْ
وعلى الوجوهِ ملامحُ العشاقِ
قد لملموا شعـثَ الحياةِ و صافحوا
للحزنِ كفَّ الصفحِ والإطراقِ
وكأنَّ في الأيامِ مكتوبٌ اذا
انكسرَ الإنا فالذُّلُ للأحداقِ
فإذا حنا يوماً بحزنِكَ منعمٌ
فاعلم بأنَّ الحبلَ في الأعناقِ
وأعلمْ بأنَّكَ مُسترَّقُ جميلِهِ
ما مرَّ دهرٌ في المذلةِ باق ِ
تلكَ الأيادي لا تُمدُ لنجدةٍ
حتى تُريكَ مذلةَ الإملاقِ
لا تطلبَنَّ الماءَ من ورّادِهِ
واجعلْ مكانَكَ في جوارِ الساقي
2/2/2018
إيمان محمد ديب