ورحلت ..
و أمسك الموت بتلابيب روحك
غادرتني و بقي بي منك الكثير
ها أنا ذي بعد موتك
مركب يخترق أمواج العمر ويبحث عن موجة عمياء
أحاول أن ألقي بها حقائب الحزن التي تحتفظ بذكريات آلامي
ليلتقفها اليمّ
و يبتلعها الزمان من ذاكرة العمر
لكن ..
حتى البحار يا وجعي
تخاف جراح النساء
تخاف من شهقات الثكالى
فجراحي تلهب موج البحار
و تُنزف مآقي السماء
و تتطاير كالعهن في فضاء الأزمنة
ها أنا ذي ألهث بحقائب ذكرياتنا المجنونة
فترفضها حتى البحار
و يحتضنها صدري
صدري الذي احتضنك و يحتضنك برغم عذاباته
برغم قسوتك و حجودك
برغم اضطهادك و جنونك
برغم آفات الضمير
أيها الرجل الذي أدماني قربه و كسرني رحيله
حزني أوسع من بحار الأرض و محيطاتها
وقد ابتلع ذنوبك و مسح آثامها
و أمطر قلبي بحنين السنين
فأزهرت خطاياك بي غفرانا و عفوا
ها أنا ذي أترك على تراب قبرك بضع قطرات من روحي
ورياحينك و أمسح غبار أمسك بالغفران
و اتوسد اللانهايات قربك
أتتبع أثار الكواكب التي هاجرت برحيلك
و سأكون يوما حيث تكون
وداعاً يا رجل الجنون
وداعا يا رحلتي القادمة
إيمان