سألتنِي
أيا .. أيُها
أمَا زِلتَ هُنا
تُنشِدُ اللحنَ القديمَ فِي ظُلمةِ الكونِ الذِي لايُرى
وتمتطِي صهوةَ الأيامِ
إلى قِفارٍ ليسَ لَها مَدَى
وتسألُ العابِرِينَ !
مَنْ أنَا
وإلى أين أنَا !!
وتُشرِعُ أجنحةَ الحَنِينِ إلى كُلِّ مامضَى !!
ويُشجِيكَ اللحنُ الحزِينِ
ويُبكيكَ كُلّ من بَكَى !
أيا .. وأيَا
ثُمَّ أيَا
حُلُمُ الأمّْسِ
وكَهنُوتُ العَابِدِ المُتَبتّلِ !
وصومعةُ الراهِبِ المُتنسِّكِ !
ومحرابُ زكريا المُنقطِعِ !
أيَا ..
ألمْ تَزَلْ تَنْشُدُ الطُهرَ فِي تراتِيلَ قارئٍ
وما قَدْ قرأ
أيا ..
ويا ..
إنَّما أنتَ أنَا
خُطُوطٌ متوازيةٌ لاتلتقي
وفِي أحلامِها قَدْ تلتَقِي
رُبَّما
أقُولُ رُبَّمَا ..
يكونُ فِيها إلتِقَآء
وبعدَ صمتُ دهرٍ
غشيهُ موجُ كَربٍ
وموجُ حُزنٍ
وأمواجُ كوابيسِ الكَرى
قالَ :
أيا ..
كُلُّ حلمٍ مضى
واندثرَ ثُمَّ فنى
كانَ ي أنَا .. أنَا
وأنَا كُنتُ دوماً أنَا
فدعِي الأحلام تمضِي
ودعي الرأي والرؤى
واسألي أيا ..
عنْ حالِي .. أنَا
فإنِّي أجهلُ كمْ مِن الزمنِ قَد مضى
فإنِّي .. نسيتُنِي ونسيتٰ من أكونُ .. أنَا
ومضتَ أيامِي
وأصبحتُ خبراً مِن أخبارِ الورى
وصَمْتُ صامتٍ
وحديثُ عابِرٍ
وأجهلُ الأمّسَ
واليومَ
وماذا يكُونُ غَدَا