منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ليلة منذورة للريح
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2018, 12:09 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 5060

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ليلة منذورة للريح


11:30 كحقيبة قديمة أجلس قبالة الشاشة ، ينتفخ الوقت بمقاطع مدهشة ، أخشى أن أصحو يوماً فلا أجد شيئاً يستحق الدهشة ، استند على جدار ينسكب من الأعلى كعصير متجمد يلتصق بظهري ، النافذة تحتشم عن الضوء بستارة قاتمة ، وثُريا تتدلى من حنجرة السقف كلهاة ملتهبة ، الأرائك تبدو ذكريات أناس ماتوا من زمن أو قصص سخيفة من صفحة واحدة ، اللمبة مشنوقة على الحائط وأعجب كيف تتنفس بهذه القوة ، أخيراً نجحتُ في انتزاع نفسي من مشهد رائع ، شعرتُ بلذة النصر وكأني قطعة لحم فرت من يد آكلها .

1:00 التقطتُ كتاباً يستلقي بهدوء على الطاولة كحبة تمر شهية ، بعض القراءة انتحار ، تمشي بقدميك إلى قاتل يأخذ أنفاسك بحروفه ، وبعضها تناسخ أرواح ، تتلبسك روح كاتب جبار وكأنها ولدت معك ، عند القراءة يذوب المكان وتبتكر السطور أمكنتها وشخوصها ، فهناك تجلس فتاة قبالة حبيبها وغضبه يتناثر في الهواء كشظايا حارقة ، توقفتُ عن القراءة ... شعرتُ بحرير ناعم يخترق جسدي ، جفوني تداعبها كهرباء رقيقة ، الأثاث هلامي لا يستقر .. ليست هناك فكرة تكتمل في رأسي ، أذهب لنوم أكرهه لكنه مثل أشياء كثيرة في حياتنا .. نكرهها لكننا ننقاد إليها بضعف .

1:30 السقف الأبيض كذاكرة مصاب بالزهايمر .. يتمدد بلا تفاصيل ، الضوء الخافت يهمس لي بقصة الباب الموارب ، على حين غرة .. تُشرق سلمى .. يولد صباح بلا صلاة ، وجه سلمى كما هو .. لا يكبر .. يتجدد كأوراق الليمون في حديقة بيتي ، أظنه يوماً ما سيكون عنواناً لمحاضرة رائعة عن ( كيف تعيش سعيداً ) أو ( كيف تزرع الأمل ) ، وجه سلمى اسطورة له رائحة لا يعرف وصفها غير قلبي .
يغادرني النوم وأعود كأني استيقظت لتوي ، أفٍ لكِ يا سلمى ، تأتين في ذات الموعد ككذبة شهية ، كعنب أحمر يُقدم عند ارتفاع السُكري ، الصباح ينتظرني بالعمل ، لعلك تحسبيني أقف أمام مديري أعتذر .. أقول له : إن وبختني سأدعو عليك بلعنة الحب .

2:15 غادرتُ سريري كعدو مطرود ، هناك رسالة من سلمى لا أمل قراءتها ، كتبت لي فيها :ـ
فراقنا سيأتي فالربيع لا يدوم ، ستبقى لنا تفاصيل حبنا الصغيرة .. مكعب السكر الذي أُذيبه في كأسك ونشرب معاً حلاوة المكان ، جنونك وأنت تحسب نبرات صوتي على أصابعك وتقول سأعمل منها { نوتة موسيقية } ، الزهرة المرسومة على فستاني وتُجزم أنها طفلة تُضحكها الملائكة ، المرة الوحيدة التي أمسكت بيدي ووبختك بنظرة قاسية ، الرجل الذي ظن أننا زوجين ودعا لنا بالذرية الصالحة ، العطر الذي أهديتني إياه وقلت لي : لا تضعي منه حين لقاءنا .. أريد عطر أنفاسك وروحك ، تفاصيل حبنا ستعيش معك .. هي اللعنة التي أبعثها عليك إن حاولت نسياني .

أردت أن أكمل حتى الصباح وخشيت الإطالة 

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس