أخافُ عليكِ يا حورية من جور الزَّمان،
وغدره!
أخافُ أن يرسمَ بصماته بمحياكِ الجميل،
فتلوح في شمس خديكِ صحارى نيفادا القاحلة،
وتبدو عيناكِ الجميلتان،
كزوابع الغبار في يوم ريحٍ عاتية،
وتنكمش شفتاكِ،
ويذهب شهدها،
وخمرها،
فتتراءى كغديرٍ مهجورٍ جفَّ ماؤه
بعد أن خاصمه المطر،
ويترهل نهدكِ،
ويتوارى فيه هذا النزق،
ويبدو كقربةٍ خاليةٍ من الماء
ألقيت في البيد على طريق القافلة،
فهيَّا بنا يا حورية نلوذ بالغضِّ الطَّري
نتقاسم الشهد
نشيد الأمسيات بين الرَّوابي
نمتطي معاً هذا الصَّهيل،
ونمارس عند الهضاب طقوس المطر.