لعلي الآن في غاية الألم
أراسلك عبر أثير الروح
فقد قيل أن الروح لايحدّها زمان و لا مكان
ها هي ذي روحي أطلقتها كحمام زاجل في اللامكان
في اللازمان
في عوالم اللاحدود تتأرجح بين الأزل و الأبدية
فأنا الآن بحاجة إليك فوق مايتصوّرون
فوق ما يتوهمون
ستدهشك رسالتي حالما تصل إليك
سيفاجئك جداً أن أقول :
كم أنا بحاجة إلى قسوتك
تلك القسوة التي أبكتني لسنوات
لم أكن أعلم أنها كانت تقف بيني و بين
هؤلاء الوحوش الذين يدّعون الإنسانية
ويرتدون منها حللاً يختارونها كما يختارون ألوان ملابسهم
و يتأنقون بها كما يتأنقون للمناسبات الكبيرة ،
لم أكن أعلم أن هذا المجتمع الذي أجلّني كثيرا
و احترمني كما الملكات كثيراً
كان يخشى أذيتي خشية جنون غضبك
و قساوة انتقامك
و هيبة هذا العبوس في وجهك
ها أنا الآن و قد شيّعتك بالدموع الصادقة
فقط
لعشرة عمر طويل حملناه معا بأيامنا و لحظاتنا
أبكيك الآن بدموع اشتياق لم أكن يوما لأتوقعه
فإني أصبحت أخشى ذئاب الليل بعدك
و أخشى حتى بلابل الصباح
ذهبت أنت و بقيتْ بعدك هذه الإنسانة الطيبة النقيّة
التي تحمل قلب طفل لايكبر
و كيف بك بطفل في غابات الضياع
لم تدربّني يوما على الشراسة
لأقتطف من شوك الحياة قضيتي
و لم تعلّمني لغة الصلافة
التي أتدرّع بها من أسنّة المنافقين
الآن .. ها أنا أتبرعم على جراح لا تُدمل
و خيبات لا تنتهي
و أتعثر في الخطوات
يا قوتي التي أمست كخيالي أمامي
أراها كالوهم في الأمنيات
أتكئ على الدموع بعدك في أكفّ الصلوات
ومنابر الإبتهال
و وشوشة الأمسيات
حتى أصير قربك ....
كن برحمات الله حتى يبعثون
إمرأة أحبتك بطيبتك و قسوتك ( أنا )
لو يعلمون
لو يدركون