الفلسفة خَطِرَة فعلًا، ومؤذية بعض الشيء نعم، لكنه خَطَر الاقتحام، وأذيّة إبرة الطبيب!.
ـ الذين يحاولون تنحيتها عن الطريق بحجّة عرقلتها للدّين يرتكبون خطأً في حقّ الدّين وفي حقّها!.
ـ صحيح أنها زنّانة طنّانة ظَنّانة، وذات شكوك، لكن من قال إن الشكوك ليست نوعًا من أنواع التّدبّر الذاهبة بفضل الله إلى الهداية؟!
ـ القرآن الكريم أشار لمثل هذه الأمور، حكاية سيدنا إبراهيم عليه السلام بدأت بالشكوك، فكَّر عليه السلام بكوكبٍ، أخضعه للتجربة " فلمّا أَفِل قال لا أُحِبّ الآفِلين". التجربة أنتجت "الحقيقة" أسقطت الكوكب، والحكمة أنتجت "القيمة" أوصلت إلى أنّه لا وصول بغير حبّ!.
ـ فكّر عليه السلام بالقمر لكنه أَفِلَ أيضًا!. فكَّر بالشمس، رآها بازغةً، مُسيطرةً على حركة الكوكب وضوء القمر، " قال هذا رَبِّي هذا أكبر فَلمّا أَفِلَتْ قال يا قوم إنّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشرِكون". وهكذا إلى أنْ وصل بعقله للأحد الفرد الصمد!. حتى العقل لا يكفي، ما لم تُظَلِّل طمأنينتهُ القلبَ: "قال أَوَلَمْ تُؤْمِن قالَ بَلَى ولكن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي".
ـ والمؤَلَّف الوحيد الذي بقي لنا من ابن طفيل أقام كل حكاية "حيّ بن يقظان" على مثل هذه الشكوك الذاهبة بفضل الله وهدايته إلى الحكمة!.
ـ مشكلة الفلسفة في تاريخها، وليس في حاضرها، وبالتأكيد ليس في مستقبلها!. حتى تاريخها يُستثنى منه الجذْر، فيثاغورس صَكّ المصطلح: "لستُ حكيمًا، الحكمة لا تُضاف لغير الآلهة، وما أنا إلا فيلسوف"!. أي: محب للحكمة!.
ـ بَدَأَتْ الفلسفة في طريقين هي نفسها لم تحسب حساب إمكانيّة أنْ يتعانقا عناق أحبةٍ حتى يذوب كلّ منهما في الآخَر، ويصيران شيئًا واحدًا: طريق القِيَم وطريق الحقائق!.
ـ فيما بعد، سُمِّيَ طريق القِيَم بالفلسفة المثاليّة، وسُمّيَ طريق الحقائق بالفلسفة المادِّيَة!، وكما في كل حالات الحب، يأخذُ شكل العناق معنى الفِراق أو العكس، ما إنْ اقتربا من بعضهما البعض حتى ظهر نوع ثالث من الفلسفة، هجين، سُمِّيَ بالّلا أدْرِيّة!. المثاليّة اعتبرته جاسوسًا، والماديَّة اعتبرته جبانًا!.
ـ بعد نيوتن لم يعد بإمكان القيمة إلّا أن تخضع لقانون جاذبيّة الحقيقة، كما لم يعد بإمكان الحقيقة إلّا أنْ تخضع لقانون القِيمة!.
ـ الفلسفة تحتوي المنطق، وهي أصلب منه عُودًا، إذْ يمكن للمنطق في التَّدَنِّيات أن ينجذب إلى بلاغة زائفة!، بينهما قُرْبَى وصِلَة رَحِمٍ، فالمنطق على جلالة قَدْرِه: نُطْق!.
ـ مع آينشتين لم يعد بإمكان النطق الفكاك من المعادلة الرياضيّة!. وبذلك صارت الفلسفة ظلال الفيزياء!. وما لا يخيف جسده لا يخيف ظِلّه!. لم تعد الفلسفة وحشًا!.
.....
أتفق مع فهد في طرحه للمادة وأهميتها
وأختلف معه في معنى الآيات الكريمة
ولأباس في ذلك هنا .