وحين اختارك قلبي و لم أختركَ أنا ترفق بي إذن ولا تحتوهِ!
أشبعه هجراً برفق _ أشبعه جرحاً على هون _ أشبعه وجعا بارداً .. فأنا أعرف قلبي إن لم يجد مرفأ آمناً سيعود إلي !!
ربما سيأخذ ذلك وقتاً طويلاً .. وسيعود مليئاً بالندبات الغائرة جداً.. وقد يوشي بالعقل كثيراً.. وقد يستلطف النفس والروح لتكون معه في تلك الحكاية..
فلقد أصبح متمرِّداً عليَّ !! و لم يعد في أضلعي _ إنه يبن يديك !!!
حين يتمرَّد القلب _ علينا أن نعيده لا نتبعه يا رفيقي .!
أنا الآن أريد قلبي أن يعود إلي !! أريد أن أعيش في جهة واحدة من الحياة أعرفها وتعرفني دون شتات .. ستقول لي تعالي بما تبقى منك إلىّ ! فقد لا يعود القلب إليك .. و لكني لا أستطيع و ليتني أقدر ليت .. عليك فقط أن تساعدني ليعود إلى أضلعي .. ساعدني في ذلك !! وإن كنت تحبه فأحبني أنا أكثر .!! و إن عاد ممزقاً كئيباً خائباً .. لا عليك سأعيد ترميمه بطريقة جميلة ستدهشه و تدهشك !!
ولكن لا أعدك بها قريباً، فربما تأخذ وقتا طويلا جداً..
سأجمع العقل والروح والنفس والحياة حوله ونتفق أن نأتي إليك جمعياً في عرسٍ أسطوري دون انشقاق من أحدنا، نعيشك ونسكن فيك بكل ما فينا من حب وحياة وثبات ، فأنت تدرك كيف الشعور حين يتفق كل شي فيك على شخص واحد، والأجمل حين ينتظرك ذلك الشخص !!
.. لا عليك ، أعدك بذلك، أعدك بهذه الدهشة .. أعدك أن تصيب قلبك وقلبي بنوبة سعادة فوق الخيال .. وإن أردت رهاناً على ذلك فقلبي ما زال عندك، خذ ما فيه من أسرار واجعلها رهن وعـدي، فإن لم أفِ بالوعد .. عليك بأسرار قلبي، أخبر بها العالم كله، ففي قلبي الكثير مما أكره أن يطّلع عليه البشر .. لذا كُن على ثقة أني سأفي بعهدي معك مهما يكن ..
ولأني أحبك _ وأحب أن أكون كلي معك دون شجار عقل وقلب .. دون ندم .. دون إيذاء لبعضي .!
ولكن دعه يَعُـدْ إلي .. ولا تسقِه شيئاً من حبك وهو متمرد عليَّ هكذا !!. لا تكن أنانياً وتستنزف منه الحياة لتحيا أنت دوني !! سيعتاد التمرُّد قلبي، وأنا لا أُطيقه إلا طائعاً..
أنت لا تعي ما أنا فيه من متاهة وضياع، فالقلب في طريق والعقل في طريق والروح في اختناق والنفس هنا في المنتصف بلا عقل ولا قلب ولا روح؛ ولو رأيت هذا المنتصف كم هو موحش ملئ بالخيبات وأنصاف الحياة _ لعذرتني !
نحن الآن في حكاية قلبي المتمرِّد ..
دع حكايتك جانباً ، كفاك طلبات وطلبات !!
أنت عحيب !! ألا يكفيك قلبي الذي تسكنه بكل عمق وحب أنه بين أضلعك لاجئ .! ولا أخفيك _ فأنا أشعر بكثير من الدفء الذي يشعله هيامك وعشقك في قلبي _ يصل بي إلى حدِّ السكينة التي أشعر فيها أنك لن تخذلني في يوم ما .. ويطفىء خوفي من الحياة !!!
ولكن لا تطلب مني شيئاً آخرَ وأنا بلا قلب، لن أعطيك أكثر مما أخذت، فأنا ما زلت آخذ منك ما لا أريد ودون طلب.!!
أتعلم يا رفيق القلب..
أنت أنانيٌّ جداً .!! وأنانيتك هذه تجعلني أطمئنُّ على قلبي كثيراً وهو بين يديك !! لأنك ستعتني به جداً جداً من أجل أن يعيش قلبك وينبض .. وستسقيه حباً لتستقي منه الحياة .. _ ولاشك عندي في أنك تحبه_!!
... لا أدري _ ربما إن لم يعد قلبي إليَّ _ أظنه _ سيكون بخير ..
... أما أنا _ فسأكون بلا قلب..
... والحياة _ ستكون بعض الحياة..!!