صغيرتي
تضربين بحياتك أمثال الحزن واليأس تردديها، رغم ما بك من جمال تسمو به الكائنات إلى أعالي السماء من روعته، أنثى من إحساس مطر، من غيثك الزهور أينعت شعراً وألقت العصافير قصائد تلوح بالأفق مبشرة، بوجه صبوح كالملاك إن نظرت إليه طار قلبي شوقاً وفرحاً.
فلم تحملي كتلة الأحزان على كاهلك من أجل شخص لا يستحق منك الإهتمام، أتضيع منك الابتسامة، سحر يرسم ملامح وجهك، لأجل حزن بقرار منك يزول.
ستزورك الأحزان كثيراً وستستوطن ربوع قلبك لتحوله جحيماً، إن بقيت متسمرة مكانك ترفضي فتح أبواب قلبك لمباهج الحياة وتطردي منها أنكادها، الحزنُ ضيفٌ ثقيلُ الظلِّ لكنك لنْ تستطيعَي منعهُ من زيارتك، ولكن تقدري أن تتجنبي آثاره المدمرة عليك، وأن تجني من ثمار زيارته ما يفوق الخيال، إن تجاهلت مسبباته وتأثيرها عليك، وحولت لحظات الحزن إلى لحظات تستفيدي منها وتضيف لرصيد حساب المحبة في قلبك ما يبهج من حولك لقدرتك على تجاوز الألم وتحويله إلى فوائد لك.
القدرة على تجاوز الألم، هو مفتاح تيسير كل أمر، إن امتلكت زمام حياتك، سيرتاح قلبك مهما غزاه الألم وسكنت بربوعه الأحزان، الطاقة الإيجابية ستحول كل جحيم إلى نور مهداة لروحك الطيبة ترتقي بها إلى عنان السماء.
صغيرتي
دائماً تحملي هم أحاديث المقربين، قد يدمن من حولك الحديث عنك بالسوء وتتبع أخبارك ونشرها كأخبار مسيئة لك، وقد يتم تحوير بعض المواقف، لتظهري بعيون الآخرين أن الشر كامن في أعماق قلبك، رغم الطيبة الظاهرة في عينيك ومسحة الجمال التي تغطي وجنتيك تنبيء أنك ملاك طيب ليس له مثيل.
وقد يغدر بك بعضهم ، ويتركك معلقة في منتصف الطريق تلعقي جراح أدماك بها، بعد أن ظننت لوهلة أنه من ساكني القلب المفضلين، وقد لا ينشلك من عثراتك من تظني أنه سيكون من السابقين لمد يد العون، وقد يخذلك من ظننت أنه الأكثر وفاءً وحباً لك.
وأزيدك من الشعر بيت، سيكون منهم من يقف على حافة قبرك، وسيستمرون بالحديث عنك بالسوء حتى بعد مفارقتك الحياة، وذكر مساويء لك لم تكن إلا في نسج خيالهم المريض.
كل ذلك، ضعيه في حسابات الزمان ولا يشغلك التفكير بهم، هذا ديدين الناس في كل زمان ومكان، والزمان له حساباته وخدماته، ما يقوم به هو تنظيف حياتك من شوائب جرباء ظننت لوهلة أنها قطوف زهر جميلة، فاشكري الله وأكملي مسيرة حياتك بكل ثقة أن عين الله ترعاك وأن هناك قلوباً ما زالت تتمنى لو تفرش لك الأرض وروداً من شدة حبها لك.
الطيبة ليست غباء كما يظن البعض بل هي نعمة فقدها الأغبياء الذين يظنون أن الطيبيين سذج سهل خداعهم ولا يستحقون الإحترام، مع أن ركيزة الكون لا تستقر إلا على ذوي القلوب الطيبة، فهؤلاء الأغبياء مهما تمادوا في عنفوان فجورهم، نهايتهم إلى المصير المحتوم حيث يقول القدر كلمته، عندئذ سترى قلوبهم قدر إحتياجهم لذوي القلوب الطيبة ليمسحوا عنهم قسوة القدر فيهم.
مهما اختلفت الظروف عليك، كوني ذات القلب الطيب كماعرفناك دائماً، فمصير من يسيء لك مرجعه إليك ليستميحك عذراُ عن أفعاله، هكذا هي سنة الحياة وهذا مصير كل إنسان مسيء.
صغيرتي
في بيئة حزينة ولدت جميلة ينبع الحسن من خلجات قلبك كعسل لذيذ مصفى، راجية الرحمة من حال أسوأ من كابوس لعين يقودك إلى هذيان الروح والفكر، حتى تمنيت الرحيل إلى المجهول.
فكانت رسائل القدر إليك تتراءى تحمل بشائر عظيمة تعلمك كيف تقرأ الحياة، هي دروس عظيمة تمتزج بها الحكمة مع فهم الواقع وحسن التصرف لتخفف من صدمات اللحظات الحزينة ولتحسني طريقة العيش بسعادة بأوقاتك السعيدة.
بعض الدروس تظني أنها مبهمة ولكنها أنصع من بياض الثلج، فليس كل الناس ملائكة ولا بمجملهم شياطين الشر نعوذ منهم، وما بين ذاك وذاك يبقى في منطقة وسط وهو الأشد خطراً لا يمكن التخلص منه.
الشر في الناس أنواع، منهم ما نقدر على التعايش معهم وتجنب إساءتهم المتكررة كما يمكن إصلاحهم من قبلنا، ومنهم من لا يمكن التخلص منه أبداً وما علينا سوى الصبر والدعاء للإله حتى يفرج الغمة.
أما الظن أن كل الناس تتشابه بشرورها فهذا اعتقاد خاطيء، وضعهم في نفس كفة الميزان سيجعل من الصعوبة التعامل معهم والتملص من شرورهم، فبعضهم تصفعه الحياة مراراً فيعود إلى رشده، والآخر يستوطن به الشر فلا يرتجى الأمل بصلاحه.
لذلك ليكن مقياسك للتعامل مع الآخرين، هو النفس الداخلية للإنسان وليس تصرفاته الظاهرية والتي غالبا تتغير حسب ظروف الزمان والمكان، فالنفس الداخلية ثابتة لا تتغير على مر الزمان وإن حاول أن يجملها صاحبها ببعض التصرفات النبيلة، لكنه سرعان ما يكشف عن وجهه القبيح.
وكوني بقرب من يرى الوجود بدونك مستحيلاً، وكوني شمعة الأمل المضيئة، من التمس قربك شعر بدفأ الحنان ونبع المحبة الجاري بين أضلع قلبك، فيعشق القرب منك لأنه يجد فيك روح الحياة وجمالها.
صغيرتي
إن كان قلبك لي بحراً، فقلبي سيكون لك محيطاً إن أردت، فأنا أرى الكون في سحر عينيك، وحياتي تحلو معك، أعيش عمري وأنت حلمي الوحيد وكلي أمل أن أكون قربك ذات يوم لعله لا يكون بعيد، لأجلك قلبي عشق سفر العشق والخفق، ولا يداوي آهاته إلا إبتسامة حب من شفتيك أو سماع لحن صوتك، كما أدمن كل صباح.
بعد كل تلك السنين، ما كنا لنكون هنا لو لم نمر بكل الظروف، التي أثبتت صلابة عشقنا، وقوة تقارب قلوبنا، لتتأطر حكاية عشق خيالية، كنت ومازلت وستبقي من أروع من أدخله القدر إلى عالمي، أعشقك إلى الأبد.
وعد أنت فهل يخلف الوعد ميعاده، أنتظر على أحر من الجمر سحر الفرح في جفونك،لأكمل معك بشعوري مايساوي عمري كله حتى تصير مني.
-------------
25-04-2018