[طاهر عبد المجيد]

ها أنت تجتثين حرفي
من لهيب واصطلاء
كي تعيديني لنارك
بعد ان عز اللقاء
بعد ان رقصت بأوردتي
الحضارة
بعد ان تاه المسافر
لايرى نجماً
ولا حتى مناره
بعد ان خُلعت
ثياب العز منا
لست أعجب
أن نسير بلا رداء

شاعرنا المبدع سليمان عباس:
لقد أوجعتني كما أوجعك الزمان وذكرتني بما ليس ينسى. ذكرتني بعرينا الحضاري الممتد منذ سبعة قرون على الأقل لدرجة لم نعد معها نشعر بانكشاف عوراتنا أمام من كانوا يوماً ما يتسولون العلم والحضارة منا في بغداد وقرطبة وغيرها من الحواضر العربية في العصور الوسطى. لقد أجدت التعبير عن هذه الحقيقة المرة في مطلع القصيدة التي تنساب مقاطعها على أنغام موسيقى جنائزية بطريقة إبداعية.
القصيدة مليئة بالتعابير الشعرية الجميلة والآسرة سأشير إلى إحداها وهو قولك: آآه من الآه التي سمنت بحوصلة البلابل. صورة شعرية رائعة بل أكثر من رائعة وهي تذكرني بأحد أبيات قصيدة قديمة لي أسمها الضياع لم أتمكن من نشرها حتى الآن تقع في أكثر من مئة بيت. والبيت هو:
آه من الآه التي ألفت فمي
وحملتها ناراً بغير دخانِ
وهذا من باب توارد الخواطر عند الشعراء ووحدة التجربة الشعرية.
أهنئك على هذه القصيدة الرائعة وأعتذر على تأخري في التعليق عليها لانشغالي بالدراسة في السويد وقد سبق أن نوهت في تعليق سابق إلى أن أخي الذي يعيش في هولندا هو الذي يقوم بنشر القصائد وقد لا يتاح لي تصفح الموقع يومياً والاطلاع على ما ينشر فيه من قصائد فعذراً على التقصير.
مع خالص تحياتي.