[فيصل خليل]

الابداع والتطور بالحياة

الابداع سنة من سنن الكون وقد مارسه الأقدمون من سكان الأرض إلى يومنا هذا وقد تمايزت الشعوب بإبداعاتها وتطورها وانعكس هذا سلبا أو إيجابا عليها.

فمن استمر بتطوره وإبداعاته نهض وارتقى إلى مصاف الحضارات الكبرى كالحضارة الإسلامية وحضارة الصين وقبلهما الحضارة اليونانية والرومانية وكلما استمرت الشعوب بالتطور والإبداع كلما دامت حضارتها وارتقت وعلا شأنها .

ومن توقف بعد بدئه مسيرة التطور و لم يكمل عملية التطور و الابداع، نفذ وقته وانهار بفترة قياسية وبشكل لا يتوقعه أحد، ولنا بالاتحاد السوفياتي خير مثال فبعد 70 عاما فقط من النهوض و التطور نجده في حالة انهيار لا تقوم له قائمة.

ما أوردته يخص الدول والشعوب كمجتمع متكامل، لكن ماذا علينا نحن كأفراد؟
هل نحن منعزلين عن الحياة أم جزء منها؟
وهل التطور والإبداع يقصد فيه هو الصناعة والاختراعات والاكتشافات أم للتطور أوجه أخرى.

نعم للتطور أوجه أخرى وهي أوجه كثيرة تبدأ من الفرد وتصل حتى المجتمع متكاملا وتطور الفرد وإبداعه هو ما يقود إلى نهضة الأمة لا العكس.

اغلبنا لم يتلق العناية ولا التعليم الكافي ببلادنا لكن هذا لا يمنعنا من إبداع طرق للتعلم ولا يمنعنا من تطوير صفاتنا واخلاقنا وتعاملنا مع الآخرين.

وأغلبنا لا يجد الوظيفة المناسبة له أو الدخل المناسب لكن هذا لن يمنعنا من إبداع واستكشاف حلول أخرى تساعد بزيادة الدخل ولا يمنع من تطوير عملنا نفسه وتطوير مهاراتنا حتى نحصل على فرصة أفضل.

حكمتي بهذه الحياة تقول (( لا شيء مستحيل وإذا وجدت الباب موصدا فجد وسيلة أخرى للدخول، ولا تقف حائرا )).
وأغلبنا أساء الاختيار شريك العمر ولم تكن مثل ما توقعها لكن علينا إيجاد طرق للتكيف مع الوضع وإبداع أساليب بالحياة حتى نعيش بقية حياتنا بكل أريحية وراحة.

إبداع الفرد لا حدود له وهو نابع من قناعة التغيير لديه ، وهي لا تكتسب اكتسابا وقد يقول قائل الظروف الاقتصادية لا تسمح بالإبداع والتطور .

فأقول أن الحاجة أم الاختراع و حاجتك هذه تكفي لأن تكون حافزا للإبداع ، المهم أن تتولد لديك الرغبة حتى تبدع وتطور نفسك عليك بالقراءة وأقصد هنا القراءة المفيدة العلمية التي تثري العقل والقلب فالجاهل لا يستطيع ان يبدع فهو يعيش بظلمات جهله .

حتى تبدع عليك أن تفكر تفكيرا راقيا وأن تجعل نفسك تسمو عن صغائر الأمور فالوضيع لا يبدع ولا يعرف معنى الابداع فكل همه الشهوات .
حتى تبدع عليك الأخذ بالأسباب كالقوة العلمية والقوة النفسية فالعاجز لا يستطيع ان يبدع .
حتى تبدع عليك بمصاحبة الأخيار من الصالحين والعلماء فالورود الجميلة لا تزهر الا وسط طبيعة جميلة وأيضا المثل المشهور يقول الورود الجميلة تشق طريقها بين الأشواك .

كن مبدعا بعملك وذاتك وكن إماما لغيرك حتى يقلدوك ولا تكن سلبيا فالسلبية تدمرك وتجرك للدرك الأسفل
إحمل مشعل العزم والهمة العالية وابدأ بتغيير واقعك ومستقبلك من الآن .

أبدع بحياتك واختر الطريق الصحيح حتى تنشل نفسك من الوسط المجهول .

بالمختصر،،، ((حتى نتغير ونطور أنفسنا علينا بتغيير أنفسنا أولا؟؟؟)) ولا نجعل عقولنا تقف عاجزة أمام عقبات الحياة. .

علينا دائما إبداع طرق وابتكار أساليب تساعدنا على تجاوز عقبات الحياة حتى نعيش بها مثلما أراد الله والوقوف بموقف العاجز يسقطنا إلى الهاوية.
يوجد بالحياة أمثلة كثيرة عما قلت ومن يبحث يجد عجب العجاب فالعقل نعمة من الله منحنا إياها فإذا استخدمناه بكل طاقاته أصبحنا سعداء بحياتنا وتطورنا...... وبتطورنا تطور المجتمع.

للأسف كثير من أفراد الشعوب العربية لا يقدرون هذه النعمة وعقولهم متوقفة عن العمل والتفكير مما تسبب بتراجع كبير بطرق التفكير لدى العرب وجعلنا بمصاف الأمم المتخلفة بعد أن كنا اكبر حضارة.

ومن يشاهد الفضائيات العربية ويشاهد التقليد الأعمى للفضائيات الغربية يعلم بأننا لم نصل لمرحلة التفكير بأن لدينا عقل للتفكير.

لنتطور ونبدع وننهض علينا أن نبدأ من أنفسنا ......... فنحن من يحدد مسار شعوبنا ومجتمعاتنا لا تفرض علينا فرضا.

وتقبلوا التحية