كان الأجدر أن يتعرى القلب من صمته، وأن تخرج من قوقعتها الأسرار، وأن يمشي الوجه الآخر من المحبة في دهاليز الوصف اللامنطقي، وأن يتطاير العمر عبثا فوق أرض الكبرياء والثورة الروحية،
لكنني نسيت.
واحتجت إلى كثافة الدورات التدريبية التي ظل يصفعني بها القدر، وظل كتابي الأسير ينزف من قيد بساطته، ويتعالى صوت جرحه دون أن يلاقي سمع أحدهم، وظل يزرع شمسًا من حصاد حُرقته ولانسيانه.
لكنني بقيت.
وكان بقائي كالانتحار البطيئ، ووجعي ساحقا، وأحلى أيامي كانت تتسرّب برقّة وسرعة كما يتسرب الماء من بين الأصابع، فيظل الأثر عميقا جدًا، لكنه في الروح موشوم بالشمع الأحمر.
الأعمق من التجنّي على الإنكسار، هو إيماني المتغلغل في كل العروق، والشعبية الجارفة التي جاء بها أحدهم وحملوني بها على أعناق الذهول، فكان الخروج فانتازيًا ومريعا.!
وكانت الثورة العاطفية تهتف بحماسة الانتصار الصعب، وكانت الوجوه شموسًا كثيرة، بثّت في عتمتي الطويلة دفء وضجيج وخفقان الآمال من جديد!
على إثرها نما حلمي، وصارت شفتاي تَدرس علم الإعجاز
وملامحي/ تحمل شهادة الحرية !
- رذاذ ❤