و إذا ما الصبح تجلّى ... و جلا عن الفهم غشاوة ....
استكان الحرف تحت حواف السطر و من ثم توارى ..
شجب بعضه البعض ... و كسر بالجر عنق الوهم ..
و انتصب خاضعاً ... لورق قديم من مخطوطة حياة ...
قالت الواو : سأزمّر حتى تبرز راقصة الحزن فوق السطر ...
و أرفع عنها ثوب حزنها ...
نهضت لا مقتضبة : ستأتي بفاحشة ووو ستعرّيها ....
علا اللحن و مزامير الواو تغريها ... تشجيها ... تبكيها
تغويها ... و الخصر الحزين انثنى و تغنّى و أصابها الطرب بفرح ملتاع ...
غدت تهذب السطر بكعبها العاري ... و لا زال الحزن سارٍ في حنجرتها ...
تمارس شهوة الالتواء ... و لا ارتواء يصيب خاصرتها ... طوق الأماني الحريرية انحلّ عن ضلوعها ....
و لازال سحر المزمار يذوب على جنبيها ...
ويحك يا واو ما فعلت بها .... و السطر انحنى و تكشف مجرورها و مكسورها و ارتفع عن ساقي رغبتها ثوباً يغطّيها
هات يا عين ناظريه ... و ليهتك الغض كل مفاتنها
الورق و الطين و الريشة العمياء تسجنها ... و كذا الليل فعله فيها