تمرّ الأيام يا صبح القهوة مرّ السّحاب ، صوت الناي يعيد تشكيل اسطوانته الاعتياديّة والشمس متبرّجة بجناحيّ الأفق تداعب مطلع الكلمات كحانية تمسّد شعر المساكين ، وأنا المخضّب بالصمت أنتزع من غمد الليل جفوة الرحيل ، واهرش سمع الجدران بحكائية أسيرة لا تقبل في الجدال منازع لسان ، يفتنني البقاء على قيد أمل يكشط آخر الحظ على القارعة ، ويغمرني من فحيح النّجوى أصوات كثيرة للمطر ، فربّما بعض البلل أقدر على لمس ذاك الجمود المنحسر في غيبٍ شديد ، لا يهراق من رقبة الفراغ إلا دمعة ساخنة تروي شعث الأغبر المركون دواخله ، بسمة شاكرة تنظر الآخرة مصير .