يا قاسي َ القلبِ لم تشعر بمأساتي
حيّرتَ قلبي ولم تقرأ كتاباتي
فكم بعثتُ منَ الأشعارِ أجملَها
كيما ترقّ فلم تعجبكَ أبياتي
وصرتُ أقصدُ أن ألقاكَ في حُلُمي
فالتاعَ قلبي ولم أفلح بغاياتي
يا رائعَ الوصفِ إني اليومَ منكسر ٌ
أحاولَ البوحَ والتخفيفَ عن ذاتي
قد كنتُ أطلبُ وصلاً منكَ يُنقذُني
من حالِ بؤسي فزادت منكَ آهاتي
عيونُك اليومَ لم تبرح تؤرقُني
باللحظِ عُذّبت ُ أو بالابتسامات ِ
ورفّة ُ الهدبِ كادت فيكَ تقتلُني
كأنَّها اليومَ شطآني ومرساتي
وذلكَ الشَعرُ كالمجنونِ ترسلُه ُ
ليبعثَ النارَ في جمراتِ لوعاتي
والقد ُّ يا حسنَهُ لما أتيتَ به
أسكرتَ روحي وفاضَت منكَ كاساتي
وفي خدودِكَ لونُ الإرجوان ِ إذا
أبصرتُه ُ صار َ مني مثلَ مرآتي
وفي الثنايا شعاعٌ ظلَّ يشغلُني
فذبتُ من سحرِه ِ في كلِّ أوقاتي
فإنَّك اليومَ في قلبي تؤانسُه ُ
وتجمعُ الشملَ من روحي وأشتاتي
وإذ يقولُ عذولٌ : جُنّ صاحبُنا
فهل رآني بعقلي في البداياتِ
مذ قد رأيتُ جمالاً منكَ ضيّعَني
رشدي وغابت فيكَ لاءاتي
آه ٍمنِ القلبِ كم قد سامَني ألماً
وكم أبانَ لكلِّ الخلقِ آفاتي
واللهِ لولا جميلُ الصبر ِ ما رَقدَت
عيناي َتَحلمُ أن تلقاكَ في الآتي
فإن سَمحت َفيا سعدي ويافرحي
وإن أَبيتَ فيا بعد المسرَّاتِ
وإن عزمتَ هلاكي فيكَ يا قَدَري
فقد رفعت ُ على الجدرانِ راياتي
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا