منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ليس الآن.. (رواية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2018, 10:47 AM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(3)
سيل الجرذان الظلامية يجتاح غرب المدينة
ألا تفهم .. أنت تقترب منهم ..
ليس هذا من شأنك
أيها القائد ..
فتح نادر عينيه.. فرأى جلال قد جاء يوقظه وقد حل الظلام..
ـ هناك سيارة تقترب .. تبدو فاخرة لعلها تابعة لبعض المسئولين غرب المدينة ..
ونهض معه نادر ليرى القادم ..
كانت اللجان متحفزة بعضهم يحمل أسلحة نارية وبعضهم يحمل أسلحة بيضاء وجنازير، وتنعكس على وجوههم المرهقة ظلال النيران التي أوقدوها ...
ـ أخرج من السيارة ببطء وعرف نفسك..
انفتح باب السيارة الفاخرة ونزل منها شيخ عجوز يتعثر .. رفع ذراعيه عالياً وتأمل الجمع بوجه ممتقع ..
ـ أأ ..أنا منكم ...
عقد نادر حاجبيه متمتماً :
ـ الدكتور العوادلي ..
تقدم الدكتور العوادلي وهو يلهث من فرط الجهد المضنى الذى بذله منذ هبط من السيارة المكيفة وحتى وصل إلى حشد اللجان الشعبية المترقب ! ثم خر على ركبتيه ممسكاً بصدره :
ـ لـ .. لقد نجوت بـ .. بأعجوبه ...
اقترب منه نادر قائلاً في اهتمام :
ـ هل هم قريبون ؟..
رفع العوادلي طرفه إليه قائلاً بصوته المتقطع :
ـ إنهم سريعون جداً كادوا يلحقون بي رغم أنهم يعدون على أقدامهم و أنا في سيارتي ...
صرخ جلال :
ـ استعدوا ...
تكهرب الجو وتحول الحشد إلى قنابل تنتظر من ينتزع فتيلها لتنفجر، على حين مد نادر كفه للعوادلي ليعتمد عليها قائماً ... ذلك العوادلي المتهالك نجا من أنياب الظلاميين علي حين هلك مئات وألوف الشباب اليافع والواعد ..
ـ أ .. أنا معك يا .. يا سيد .. نادر ...وأضم صو .. صوتي إلى ..
صو .. صوتك .. في مواجهة الظا .. الظلاميين ...
نظر إليه نادر في ثبات فازدرد ريقه وهربت الدماء من وجهه ..
قال له نادر في برود :
ـ كنت أحد المنادين بخروج الظلاميين للنور ..
ـ كـ .. كل الشعب كـ .. كان كذلك ..
ـ الشعب يتبع من ينظر له.. وكنت أحد المنظرين الكبار المدافعين عن الظلاميين ..
عدل العوادلي من وضع منظاره الطبي وهو يقول مرتبكاً :
ـ أ .. أسف لـ ..لقد .. غر.. غرر بي..
نظرة نارية لمعت في عيني نادر ارتعدت لها فرائص العوادلي قبل أن يصيح نادر منادياً أخيه مدحت .. طبعاً تصور العوادلي أن مدحت هذا يقوم بدور مسرور السياف هنا.. وأنه سيطير رأسه ويضعها في طست بين يدي نادر.. لكنه فوجئ بشاب أخضر العود من أولئك الشباب الذين يلقاهم في الندوات المسمومة.. كان ينظر إليه بانبهار وهو يصيح :
ـ الدكتور العوادلي شخصياً ... أنا من المعجبين بك جداً ..
حاول العوادلي أن يبتسم لكن نادر قطع عليه ابتسامته وهو يقول لمدحت في صرامه :
ـ خذ الدكتور العوادلي إلى مكان النساء .. سيكون هناك بأمان ..
ـ هذا لطف منك ..
قالها العوادلي ثم تأبط ذراع مدحت الذى لم يصدق نفسه .. العوادلي يتأبط ذراعه شخصياً .. وقاده إلى حيث أمره نادر وهو لا يكف عن سكب عبارات المدح والثناء على أذني العجوز... وعاد نادر ليلتحم برجال المقاومة الشعبية المتحفزة وصاح ليسمع المعتلين لأسطح البنايات :
ـ محسن .. هل ترى شيئاً ..؟
برز وجه محسن من فوق سطح البناية وبرزت عروق رقبته وهو يهتف :
ـ يتدفقون عبر الطريق السريع الذى يربط الشرق بالغرب ...
ـ أعدادهم ..؟
بصق محسن في تقزز قبل أن يجيب:
ـ كالنمل..
وجاء جلال ومعه مجموعة من رجال السلطة القدامى يحملون بعض قاذفات اللهب وقد اكتست وجوههم بالجدية .
ـ لا تتدخلوا إلا لو فشلنا نحن في صدهم ساعتها يمكنكم فتح النيران على الجميع ...
قال جلال وهو يرمق الأفق :
ـ هل سيغامرون بالهجوم رغم النيران التي أوقدناها ....
ـ لن يهاجموا..
قالها نادر في بساطة فنظروا إليه في دهشة.. فقال لهم موضحاً :
ـ بل نحن من سيهاجم ..
***
جحافل الظلاميين تتدفق عبر الطريق السريع كالسيل الجارف، ولا صوت يعلو على صوت فحيح الحقد الدفين..
الظلاميين ليسوا بحاجة لوسائل مواصلات فهم يستطيعون قطع مسافات هائلة سعياً على الأقدام..
ومن بعيد تتبدى معالم الأحياء السكنية لشرق المدينة وقد أحيطت بسور من النيران ..
وتوقف الزحف، ومعه توقف الفحيح...
لا شيء سوى أصوات اللهاث ولعق الأصابع و الشفاه...
ثم صرخ يسرم :
ـ لااااااه.. كان المفترض أن يستسلموا مثل الأخرين ...
وقفز عشرة فوق بعضهم البعض صانعين برجاً ووثب يسرم ليعتليهم كلهم كي يتمكن من إلقاء نظرة أشمل على الموقف.. فبدا الأمر أشبه بفقرة في سيرك..
ـ سنحاصرهم حتى تخمد النيران أو تسقط عليها الأمطار ..
ثم عاد إلى الأرض فأحاط به جيش الخفافيش الظلامية منصتين :
ـ تدبروا أمركم عن طريق قنص بعض الحيوانات إلى أن يستسلم المحاصرون...
هنا شق الهواء شيء ما يتصاعد منه الدخان .. زجاجة تم حشر خرقه مشتعلة في فوهتها ... وأخذت العيون الواسعة تراقب الزجاجة الطائرة في عدم فهم حتى سقطت بينهم ودوى الانفجار ... عندئذ أدركت الكائنات ماهيه تلك الزجاجة وهي تصرخ وتقفز مبتعدة عن دائرة النيران .. هناك ثلاثة منهم تحولوا إلى زهرة نارية تتلوى من فرط الألم....
وكان أول الغيث قطر مثلما يقولون ..
عشرات الزجاجات تتطاير في الهواء وتهوى على الأجساد الظلامية .
ـ تراجعوا ...
تصاعد فحيح النيران.. وفحيح الآلام ..
عشرات الانفجارات تدوى وجحافل الظلاميين تتراجع بعد أن سيطر عليها الرعب وقاد زمامها الخوف الجبلي من النيران ..
كانت فرقة رماة الزجاجات الحارقة هي إحدى الفرق الخاصة التي أعدها نادر بالاستعانة بالبلطجي التائب سمكة .. تم صنع مئات الزجاجات المتفجرة لتكون طليعة الهجوم على الظلاميين .. وهكذا تحول المحاصرين إلى مهاجمين وصار من يحاصرونهم فارين تحت وطأة نيران الزجاجات الحارقة ..
وصرخ محسن من فوق سطح البناية التي صارت برج مراقبة :
ـ إنهم يتراجعون .. يتراجعون ..
وارتج المكان بالتكبير والتهليل ... وبرقت عينا نادر وهو يهمس لجلال :
ـ أبلغ سمكة ألا يتوقف عن مطاردتهم بالدراجات النارية والزجاجات الحارقة ..
وتلقى سمكة مكالمة جلال وهو يلقي زجاجة أخيرة ناحية حشد من الكائنات الفارة قبل أن يدهس ثلاثة أخرين تحت إطارات الدراجة النارية .
وصاح في مجموعته أن استمروا في مطاردة الشياطين ...
ـ مجموعة تطلق الزجاجات ومجموعة تطلق الخرطوش ...
أخرج بعضهم بالفعل بنادق الخرطوش التي حصلوا عليها من مراكز السلطة إبان الفوضى التي سبقت خروج الظلاميين.. اليوم يحملونها تحت سمع وبصر فلول رجال السلطة.. و بتوجيههم ..
كم تتبدل الأمور..
صوبوا البنادق تجاه الجحافل الفارة على أضواء كشافات الدراجات النارية.. وسرعان ما تصاعدت صرخات الكائنات الظلامية وكرات البلي الحارقة تمزق لحومهم ...
هنا فوجئ أحد راكبي الدراجات بمن يثب عليه من خلف فأطلق سبه وأسنان الظلامي تنشب في عنقه .. هناك من توارى في الظلام وطوق راكبي الدراجات.
ـ تباً ..لقد نالوا مني ..
ـ أصمد يا وزة ..
قالها سمكة وهو يصوب خرطوشه ناحية الكائن الذى تعلق بالسيد وزة، والذى انتابته حالة من الهياج وهو يحاول انتزاع الكائن من وراء ظهره لكن الأخير غرس أنيابه في عنقه كالكلابات..
ودوت طلقة.. وتبعتها طلقات...
وتهاوى الكائن ووزة يصرخ في رفاقه :
ـ ستقتلونني معه يا حمقى ..
ـ هل أنت بخير يا وزة ..؟
تحسس وزة عنقه وهو يسحب زجاجة مولوتوف من جراب خلفه على الدراجة :
ـ لقد سحب مني لتر دم كامل ...
وأشعل زجاجة حارقة وألقاها بغل ناحية فلول الفارين الذين تفرقوا على جانبي الطريق السريع والذى افترش بالجثث التي اشتعلت بها النيران واخترقها الخرطوش ... مشهد مروع لم يخطر حتى على بال هؤلاء الذين كانوا يوماً ما بلطجية ..ورفع سمكة هاتفه وطلب جلال :
ـ ريس جلال ...
ـ الضابط جلال...
بصق سمكة بصوت مسموع قبل أن يقول :
ـ لا مؤاخذة يا جلال باشا... الفئران تبتعد بشكل كافي ...
لحظات من الصمت ثم جاء صوت جلال عبر الهاتف يأمره بأن يتوقف عن مطاردة الظلاميين .. لكن يظل يحوم حول المكان ليتأكد من عدم تجمعهم مرة أخرى ..
هنا صرخ وزة في جزع :
ـ أريد نقل دم بسرعة .. سأموت يا حمقى ..
زجره سمكة قائلاً :
ـ اخرس يا وزة .. ليعطيه أحدكم لفافة حشيش كي يخرس قليلاً ..
تردد صوت جلال منزعجاً عبر الهاتف :
ـ حشيش ..! هذا مخالف للقانون يا سمكة .. الويل لك ...!
ـ أي حشيش يا باشا .. أنا أقول أعطوه (بقشيييش!!)..
***

 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس