نحتاج أحيانا بعض الجنون لنخرج من كهف الكبت، مثلما نحتاج العقل لنعود إليه مرة أخرى.
دوَّخني همسُكَ يا أسمرْ
بثنايا روحي يتبخترْ
أربعُ ساعاتٍ آذاني
مِنْ ثغرِكَ ترتشفُ السُّكرْ
قد فارق عقلي جمجمتي
وعروقي بدأتْ تتخدَّرْ
وتساقطَ إدراكي منَّي
والوعيُ عَنِ النَّهي تحجَّرْ
كلماتُكَ صُنعتْ مِنْ خمرٍ
فلذا مَنْ يسمَعَها يَسكَرْ
يا أكثرَ رجلٍ أعرفُهُ
يتقنُ فنَّ الكذبِ الأحمَرْ
أنا خلفَ حواسي أتلوى
وبظلِّ ثيابي أتستَّرْ
ويهرولُ قلبي مِنْ نبضي
ويكادُ جُموحي يتفجَّرْ
مِنْ نفخِ الشَّهقةِ في رئتي
القفصُ الصَّدريُّ تَكسَّرْ
مِنْ غليانِ الرَّغبةِ روحي
توشكُ مِنْ جسدي تتبخَّرْ
فغيابي احتلَّ حضوري
وجنوني صوبَكَ قدْ ابحَرْ
اللَّحظةُ يحدثُ زلزالٌ
حطَّمَ مقياسَكَ يا ((رختَرْ))
أفقدني همسُكَ ذاكرتي
غيرَ ضياعي لا أتذكَّرْ
أتمنَّى أصبحُ جاريةً
لكَ هذي اللَّيلة يا قيصَرْ
مخطئةٌ.. وأقرُّ بـ كبتي
وأريدُ قصاصَكَ لا أكثَرْ
فتعالَ ومزَّقَني إرباً
انهارتْ عبلةُ يا عنتَرْ
بعدَ قليلٍ صَبَغَ اللَّونُ الأبيضُ
وجهَ ((الياهو)) الأصفَرْ
يا تعبي عادَ الوعيُ إلى
النَّهي... وأغلقتْ ((الماسنجَرْ))