أما النص الأول أراه محتشد المشاعر . مندفعا بتفاصيل جريئة
قد يمتنع البعض للرد عليها بسبب مبادئ يحملونها .
لنكمل .
أما النص الثاني ثوري في عمقه وله جسور تمتد لملاقاة جسور ألا وهي نجاة
فهو يريد أمر مقابل أمر ليستطيع به تحقيق ما يرغب به على الصعيد العام
لنرى بعض الصور منها :
هبيني بعض من اصابعكِ الحرة كي أقطف من شجرة توت عربية قصيدة
فالأصابع الحرة تستطيع أن تقطف ما تشاء من الثمار الناضجة التي لا سور شائك يُحيطها
ما المطلب إلا أمنية عزيزة
اقتباس:
هبيني بعض أصابعك الحرة
كي أقطف من شجرة توت عربي بعض قصيدة
|
ياااا لقوة هذا المطلب في الوقت العصيب .مد لي يدا أسند بها حزني وانا أسير في مواكب الشهداء
نعم هكذا إعتادت الأوطان الموجعة أن تعج شوارعها بمواكب الشهداء دفاعا عنها ,
اقتباس:
مدي لي بعض يديك
عساني أسند بهما حزني عند ذهابي في موكب دمع خلف شهيد
|
هبيني بعضا من جدائلكِ السمراء . وهُنا كان عليَ بتفسير ثنائي
إما ان صاحب البوح كان مطلبه من أنثى ذات جدائل سوداء ولا ضير في ذلك
لأن الأنثى المرأة الأم الأخت الزوجة الحبيبة هي مصدر قوة في أزمنة الشدة والحرب .
أما التفسير الثاني رُبما كان يقصد مدينة بغداد ويشبهها بالأنثى التي تمتلك الجدائل السوداء ,
ففي كلا الحالتين يود ان تكون تلك الجدائل ظلا بغداديا تحميه من قسوة الغربة والأخبار التي لا تسر البال.
اقتباس:
هبيني بعض جدائلك السمراء
كي أتفيأ ظلا بغداديا
في هاجرة القسوة ونهارات اللفح الآتي من ريح الأخبار السوداء
|
الكاتب الغافري حقا برغم الوجع في نصكَ لا يُمل قارئكَ من مُجالسته,
دمتَ بحفظ الله ورعايته ,