*
تأسرني حروفي حين أُريد إسقاطها , تتعلق بذهني ولا تريد الخروج
تتوه فيني لأن تعلقني بين شرود وحقيقة ؛ لأن لا تخذني ولكنها تبقيني بين حروفها
لا تُريد مني الحديث , تريدني بأن أكون كما الكرسي الهزاز .. يَهز ؛لكن لا يُهز
لأني لا أخذل , وربما خُذلت ..
في كل مرة تفوق عيناي على صباح أو حتى قبل الصباح , لأن تتحدث بصمت
لأن تجول وتحلق وتعلق بما يحلو لها , وحيدةً في الأُفق فوق الأفق
لا حدود لتلك الحدود .. ولا منتظر
فقط مناظر تزول حيناً , ولا تزال حتى بعد الزوال
تتعلق بزخم المطر الذي يناجي الأرض , وتنثر عليه أناملي
على ألحانٍ تكون من كون آخر ... صوتاً مبحوحاً لم يبارح مكانه
وآسفي على سالف ماضٍ , وعفا الله عما سلف
تتكرر المشاهد , وتكرر تكراراً وكأنه تأنيباً وتعذيباً للقلوب , لأن تؤذيك , ولأن تُبكيك
لأن تتذكر كل لحظةٍ كانت هنا , وكل لحظة مرت هاهنا
وكلمةً عابقةً منذ الأزل .. تكون وكأنك كهلاً نسي الجُمل بأجملها وأكملها , وبقي يُردد الكلمات التي .....
ألا يوجد هنالك مهرب , باباً تراه لأن تفتحه , ونافذة تفتحها
لأن تخرج من الكهف الذي أظلم وأزداد ظلامه .. وأشتد سواده وأزداد سواد
تبدأ يداك بأن ترتعش , ولا تنتعش .. لأنه لم يعد بها حياة , تريد كتابة ما تريد كتابته
لكن الآسف الذي لن ينفع , والذي قد أحدث قُطباً لم تلتئم .. حتى ندم لن ينفع ؛لأنه الزجاج إذا كُسر لا يعود
لا يعود الحطام , لا يعود الركام , ولا يعود
بعض الألحان قد تعبث بك , وتخرجك من زحامك إلى أفقاً لك وحدك