منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قصيدة أحببتها
الموضوع: قصيدة أحببتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2018, 02:37 AM   #157
أحمد الهاملي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية أحمد الهاملي

 







 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 6869

أحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الهاملي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


لهوى النفوس سريرة لا تعلم

لهَوَى النّفُوسِ سَرِيرَةٌ لا تُعْلَمُ
عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أني أسْلَمُ
يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى لأخوكِ ثَمّ أرَقُّ منكِ وَأرْحَمُ
رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَياضِ بمَفْرِقي
وَلَوَ انّهَا الأولى لَرَاعَ الأسْحَمُ
لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى
فالشّيبُ مِنْ قَبلِ الأوَانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثاتِ فَلا أرَى يَقَقاً
يُمِيتُ وَلا سَوَاداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً
وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ
يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ
وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى
حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَامِ بطَبْعِهِ
مَنْ لا يَقِلّ كَمَا يَقِلّ وَيَلْؤمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ
ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي
عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
وَجُفُونُهُ مَا تَسْتَقِرّ كَأنّهَا
مَطْرُوفَةٌ أوْ فُتّ فيها حِصرِمُ
وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ
قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ
يَقْلَى مُفَارَقَةَ الأكُفّ قَذالُهُ
حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمّمُ
وَتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً،
وَيكونُ أكذَبَ ما يكونُ وَيُقْسِمُ
وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّةً
وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ
وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ
أرْسَلْتَ تَسألُني المَديحَ سَفَاهَةً
صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ ماذا أزْعَمُ
فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَدرَكَ صَاعِداً
وَلَشَدّ ما قَرُبَتْ عَلَيكَ الأنجُمُ
وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصاً
إنّ الثّنَاءَ لِمَنْ يُزَارُ فيُنْعِمُ
وَلمَنْ أقَمْتَ على الهَوَانِ بِبَابِهِ تَدْنُو فيُوجأُ أخْدَعاكَ وَتُنْهَمُ
وَلمَنْ يُهِينُ المَالَ وَهْوَ مُكَرَّمٌ
وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْوَ عَرَمْرَمُ
وَلمَنْ إذا التَقَتِ الكُماةُ بمَأزِقٍ
فَنَصِيبُهُ مِنْهَا الكَميُّ المُعْلِمُ
وَلَرُبّمَا أطَرَ القَنَاةَ بفَارِسٍ،
وَثَنى فَقَوّمَهَا بِآخَرَ مِنْهُمُ
وَالوَجْهُ أزْهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ
وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسامُ مُصَمِّمُ
أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ
وَفَعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعجمُ

المتنبي.

 

أحمد الهاملي غير متصل   رد مع اقتباس