عبدالرحيم فرغلي
بقلبه وقلمه وتجربته
ماذا يقول ...؟
الحب .. تلك العاطفة السامية .. العاطفة التي تهجم على القلب وتقلب كيانه .. فإن كان للأرض زلزالها وبركانها فللنفس زلزالزها وبركانها من هذا الحب .. الذي يجعل أول مبادئه أن لا مبدأ له ، فإن كان العقل تنتظم به الحياة فإنه في الحب مما تفسد به الحياة ، وإن كان للأمكنة ليست لها إلا أماكن لها فائدتها والغاية منها ، فإنها في الحب خزائن ذكريات وأنفاس الحبيبة وعطر الحبية وكل الحبية طالما ارتادت هذا المكان فحوته واحتفظ بها ، والزمن يصبح في نظر المحب ظالما في كل أحواله ، فإن كان في انتظار الحبيبة فالدقيقة تكبر وتكبر حتى تجعل جبلا يكاد ينهار على رأسه ويحطمه ، وإن كان مع الجبيبة فالزمن يجري ويسرع وكأن في طبعه الغيرة والحسد ، لن ترى المحب إلا ومعه عدستان .. أحدهما مكبرة تكبر كل ما يأتي من الحبيبة .. فالنظرة منها مطر ينبت الربيع وينبت طفلا يضحك في القلب ويناغيه .. تلك العدسة المجمعة التي تجمع كل أطياف الحياة وتحرفها ، وعدسة مصغرة تصغر معها كل أشياء الحياة .. فلا قيمة لها ولا اعتبار لوجودها طالما وجدت الحبيبة في القلب . الحب هو الذي جعل ذرة الأكسجين تلتف على ذرة الهيدروجين لتنصنع من حبهما ماء يروي العطاشى وينبت الأزهار ، الحب هو الذي يجعل الليل يقبل الفجر ويودعه فيكون للوداع بهجة وجمال ، ويجعل من النهار يستقبل الليل .. فلاستقباله روعة وجمال ، الحب .. أكثر ما كتبته وسطرته ولا أجدني أوفيته مكانته في قلبي ولا أشبعت عاطفتي الممتلئة به . وكنت ألحظ تفاعل القراء مع نصوص الحب أكثر من غيرها وكأنه هو ضالتهم ومبتغاهم .. كتبت عن الفراق والشوق واللقاء والعتاب وغيرها من مواضيع الحب وما زلت مقصرا فيه .. فلا تنتهي النفس منه من حيث لا تنتهي إلا به .. أطلت عليكم فمعذرة