منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - محمد حِلمي الريشه
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2007, 07:45 PM   #2
الحرف العنيد
( كاتبة )

الصورة الرمزية الحرف العنيد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

الحرف العنيد غير متواجد حاليا

افتراضي


الفَقْدُ








لَستُ مَدِيناً لِتبرِ الأَعصَابِ يُعبِّئُني بِانتِبَاهِه ..

أَوَ كُلَّمَا أَعشَبَ الجِلدُ لَونَ عَبَّادِ الشَّملِ

بَاغَتَني أُفقُهُ
مُلَوِّحَاً بِالغُبَار !


كَيفَ خَرَجَتْ مِن إِصبَعِ الضِّيقِ

كَخَاتَمِ العِطْر ؟

يَهبِطُ الوَقتُ مِثلَ ضَجَرِ الصُّعُودِ ،

وَرَنِينِ عُروَةِ العَين !



… حَتَّى فَرَائِس مُوسِيقَى عَجَلَتِهَا المُنسَرِبَةِ

، مِثلَ نُ ثَ ا رِ رُوح ،

تُركَلُ بِفَرَاشِ اللَّحَظَاتِ

وَلا مَزَايَا لِلأَجنِحَةِ الطَّلِيقَة !



وَإِذْ أُحَاوِلُ إِضَاءةَ غُرَّةِ اللَّهفَة ،

وَإِذْ تُحَاوِلُ إِضَاعَتي ..

كَأَنَّني عَابِرُ مَمَرِّ نِسيَانٍ دُونَ سَهْلٍ ،

وَسَائِلٌ بَرْقُ أَوجَاعِهِ المُبكِرَة !




كَثَافَةُ هُدُوءٍ في صَالَةِ اللَّيلِ هذهِ ..

أَيَّتُها المُخَيَّلَةُ الصَّافِنَة :

لَمْ تَعُدْ رِشوَةُ الشِّعرِ تَقبَلُ

القِسمَةَ عَلَيّ !



هذَا الفَرَاغُ الَّذِي يَشفُّ مَا قَبلَهُ ؛

يَطْبَعُ صُورَةَ الفَقْدِ عَلَى لَسعَةِ لُهَاثي ..

ثَمَّةَ شُرفَةُ شُرُودٍ ذَهُولَةٍ ،

وَخُطَىً تُسَيِّرُ الافتِرَاقَ أَعلَى مِن رِكَابِي !



ذاكَ الصَّبَاح ؛

حَيثُ عَرَبَةُ غُربَةٍ تُعَكِّرُ تَمَوُّجَ القَهوَةِ في بَحرِ حَلْقِي

– لا تُصَدِّقِي مَا اقتَرَفَتْ يَدَايَ مِن الوَدَاع ..

أَشعُرُ بِرَغبَةِ جُنُونٍ مِن أَخمَصِ الاعتِذَارِ أَوَّلاً !



بِالأَمسِ ؛

دَرَّبتُ المَنـزِلَ ضِدَّ خِيَانَةِ الفَرَاغ /
لَمْ أُفَسَّرْ بِالنَّجَاح ..

كُلُّ العَصَافِيرِ حَولِي ، ولا يَكتَمِلُ قَفَصُ الصَّدر !



فَاتِنٌ ..

شَاهِقٌ ..

وَمُكَحَّلٌ ..

بِالعُرْيِ ضَعفِي أَمَامَ غَشيَتِهَا !



الَّذينَ يَحثُّونَني عَلَى لَهجَةِ غِيَابِهَا ؛

لَمْ يَقدِرُوا عَلَى رَعيِ التَّنمِيلِ في أَصلابِهِم ..

المُلُوحَةُ تَكسُوهُم خَدَرَاً

كَمَا لَو أَنَّ بَحرَاً جَفَّ في جُيُوبِهم !



أُحَاذِرُ النِّسيَانَ أَنْ يُعِيبَ حَطَبَ حُضُورِي ..

قَالَت : الشِّتَاء شَرشَفُ المَاءِ ،

وَشَرنَقَةُ الدِّفءِ صَوتِي ؛
- مَا الَّذي أَبْهَجَ عَمَايَ لأَرضَى ؟


تُهِيلُ لَذَاذَاتِهَا مِثلَ دَبَقِ النَّحلِ

كَانَت ..

الفَقْدُ ؛

وَحدِي أَنْ أَكُونَ مَعهَا ‍ !



دُخَانِي كَثِيفٌ ،

وَزَيتي يَتَجَمَّدُ في فَرَاسَتِه ..

بَاهِرَةٌ زُرقَةُ الإِبصَارِ

لَو فَقَدتُ فَقدِي !



جِدَارٌ وَاحِدٌ يُخَبِّئُ عَنَاقِيدَ الحَذَر /

حَبلٌ وَاحِدٌ وَأَقطُفُ حَشدِي ..

أَيَّتُهَا المَرَاهِمُ الَّتي سَقسَقَتْ قَبضَتَي :

الجَفَافُ يُطَرِّزُ بُذُورَهُ مِثلَ قُفَّازَةِ خَرِيف !



يَسِيطُ السِّيَاجُ قُبَّةَ الظَّهر /

مَرَّ رَونَقُهَا كَهَدِيلٍ مُوَشَّح ..

لَيسَ بَيَاضِي الآنَ

فَأَبدَأُهَا ثَانِيَةً !




أَتَحَسَّسُ 18/9 في تَقوِيمِ البَنَفسَج
لَيسَ بَعِيدَاً 24/12 عَن ذَاكِرَة اللَّهَب

وَلَيسَ أَبعَد مِنهُ 9/11

الخُرَافَةُ أَنَّنَا نَتَأَخَّرُ في استِبَاحَةِ الصُّدفَة !




هَفوَاتٌ تَطِنُّ كَذَبذَبَةِ طَيَرانٍ

قُربَ قِربَةِ القَلب ،

وَخَطوِي يُغَضِّبُ أَيَائِلَ رَبوَةِ الرُّوح ..

ثَمَّةَ مَن يَتَوَهَّجُ في غَسَقِي مُجَدَّدَاً !



بِغِيَابِهَا ؛

تَمَاطَرَتْ فَوقَ أَصفَري سَحَابَةُ شِعْر ..

تُرَى : لَو لَم أَكُن شَاعِراً

مَا الَّذي كَانَ سَيَهمِي ؟


أَرِحني ، أَيُّها الوَقتُ ، من جَبَرُوتِكَ الوَضَّاح ..

لِمَن تَرتَدي ثِيَابَ السَّاعَاتِ المُشَاكِسَةِ ،

وتَترُكُني عَارِيَاً

في انحِنَاءاتِهَا ؟



تَتلامَسُ الأَفكَارُ ، عَالِيَةً ، مِثلَ قَبَابِير مَرِنَة ..

لا أَحَد يَسأَلُ إِشَارَاتي :

أَينَ هُوَ مِنهَا

في لَحَظاتِ الصَّلادَةِ هذِه ؟



أَمَا مِن شَيءٍ شَهِيٍّ في نِصفِ زَوَايَايَ الأَثيرَة :

رَشفةِ ظِلِّ ابتِسَامَةٍ مَثَلاً ..

مُرُورِ ضَوءٍ مُسَربَلٍ بِالرَّهبَةِ الصَّافِيَةِ .. أَو

طَعنَةٍ رَحِيمَةٍ ضِدَّ هذهِ المُكَابَدَة !



مُرَقَّشَةٌ بِالوَدَاعَة

طَافِحَةٌ بالإِبْهَام ؛

صَفحَةُ يَقِينِ البَيَاضِ الخَاطِفِ
الَّتي لَم تَمتَلئْ بَعد !



الصَّمتُ الَّذي يُثَرثِرُ كَثيرَاً

، مِثلَ أُبَّهَةٍ ثَكلَى ،

لَن يَستَطِيعَ صُنعَ قَهوَةٍ لي بِمَاءِ القَلبِ

كَي يُشَاغِلَ هِرَّةَ الذَّاكِرَة !



فَجأَةً ؛

يَسقُطُ الهَاتِفُ عَن جِدَارِ التَّنفُّس ..

فَجأَةً ؛

تَنتَصِبُ رِئَتَاي ..

ثَمَّةَ حوَارٌ مُتَعَثِّرٌ بِقَدَمِ العُقدَةِ

وَقِدَمِ انتِظَارِي !


الحَوَاسُّ مُعَطَّلَةٌ في أَبَاريقِهَا ،

وَلَستُ في ظَمَأٍ كَي أَكسِرَ سَاكِني ..

لَن يُغَيِّرَ الرَّصَاصُ عَادَاتِهِ في الخَارِج ،

وَلَن يُغَيِّرَ هَدأَتي !



مَاذَا يَفعلُ إِنَاءُ المَكَانِ بي

غَيرَ أَن يُخَلِّلَ حِصَاري

بِمُلُوحَةِ الفَقْد ؟

- لي شَهِيَّةُ البَحر !

*



مِن طُلَّسمِ مُجَارَاةِ المَسَاء

تَندَفِعُ العَتمَةُ المُطَعَّمَةُ بِالبَردِ

، مِثلَ سِربِ غِربَانٍ ضَجِرَة ، ..

- سَأُوقِظُ صُورَتَهَا لأُضيءَ دِفئي !

*



الهَوَاءُ الَّذي حَمَلَ تَيَّاهَةَ البَرِيق

لَم يَعتَذِرْ لِزَلَّتي البَرِيئَة ..

هُنَا ، بَينَ مَرجَانِ إِيمَاءاتي الخَفِيضَة ،

يَرتَفِعُ أَسَفِي !


لِضَرُورَةِ الصَّدر :

لَن أَفتَحَ كُمَّثرَايَ ، ثَانِيَةً ، لِيَفرَّ فَرَحِي
لَن ..

- كَثيرَاً مَا تَبدُو الطُّيورُ أَجمَلَ في أَقفَاصِهَا !



بَينَمَا النَّايَاتُ تَتَثَاقَبُ مِن شَرَرِ الشَّكِ

والعُزلَةُ تَلتَمِعُ في سُبحَةِ العَين ،

أَعِدُّ الظَّلامَ لَيلَةً لَيلَةً

وَقَد أَنتَهِي .. فَيَنتَهِي










 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مُهــــاجِره في سماءِ عِنادِ حُروفي

الحرف العنيد غير متصل   رد مع اقتباس