رَغْوَةٌ
1
لاَ أَحَدَ يَشُدُّهُ إِلَيْهِ
فِي مَسَائِهِ الضَّيِّقِ
فَحِيْنَ وَصَلَهُ انْتِظَارُهَا
رَأَى الفَرَاغَ يَتَفَرَّسُ مَلامِحَهُ
وَسَمِعَهُ هَمْسَاً :
كَأَنَّهُ هُوَ !
2
كُتْلَةُ الرَّغْبَةِ القَاسِيَةِ /
القُصْوَى
تَسْتَلْقِي
- بِكُلِّ حَاسَّتِهَا الوَاحِدَةِ -
فَوْقَ
زَغَبِهَا المُجَفَّفِ
فَيَحْتَرِقُ هُوَ
وَلاَ دُخَان لَهُ
يُرَى !
3
عَشْرُ دَقَائِقَ
كُلُّ سَاعَتِهِ ..
عُشْرُ ثَانِيَةً
لَمْ تَكُنْ ..
عُشْرُوْنَ حُفْرَةً
في وَاحِدَةِ حُفْرَتِهَا ؛
أَرْبَعٌ تَوَرَّدَتْ بِسُوْقِ : آه
وَالأُخْرَيَاتُ ؟
دَائِمَاً
وَحْدَهُ
فِي مَزَادِهَا !
4
كَيْفَ تُرِيْدُهُ نَهَرَاً
دُوْنَ مَاءٍ ؟
كَيْفَ يَقْبَلُهَا عَيْنَاً
دُوْنَ نَظْرَةٍ ؟
ثَمَّةَ انْفِصَامٌ لَمْ يَزَلْ
يَمَسُّهَا مِنْ شَرْخِ وَرْدَتِهَا
ثَمَّةَ تَرَاكُمُ سُؤَالٍ يُغِيْرُ عَلَيْهِ :
حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ تَعِيْشُهَا دَغْلاً
كَيْفَ يَعْبُرُ ثَوْرٌ بِبَلاَهَةٍ
فَوْقَ
هِرَّتِهَا الشَّاعِرَة ؟
5
إِجَّاصَةً /
تَنَبَّأَهَا
إِجَّاصَةً /
أَتَتْ
وَلَمْ يَكُنْ لِفَمِ العَيْنَيْنِ
سِوَى
لَمْحَةِ خَيْطَيْنِ يَلْتَصِقَانِ بِرَأْسِيهِمَا
تَحْتَاً
قَبْلَ أَنْ يَنْزِفَهُ
- وَدَاعَاً -
أَسْفَلُه !
6
كَأَنَّهُ عَطَشٌ
تَتَشَرَّبُهُ فَخَّارَةٌ مَسْلُوْخَةٌ
وَلاَ عِتْقَ مِنْ ثُغَائِهَا ؛
هذَا الَّذِي
يُ
فَ
تِّ
تُ
حُنُوَّ ذِئْبِهِ
حَتَّى فِي غِيَابِهَا
وَعَمَائِه !
7
يُجْلِسُهَا
عَلَى
رُزْنَامَةِ المَاءِ
وَرَقَةً .. وَرَقَةً ؛
وَاحِدَةٌ
تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الأَصَابِعِ
أُخْرَى
تَلْتَصِقُ بِاسْتِغَاثَةِ حُمَّاهَا
وَعَلَى الرُّغْمِ مِن ...
لَمْ يَنْجَحْ - بَعْدُ -
فِي تَثْبِيْتِهَا بِمِسْمَارِ رَغْوَتِه !
8
كَأَنَّهَا عُصْفُوْرَةُ سَهْوٍ
تَحُطُّ
- كُلَّ مَرَّةٍ -
عَلَى
شِبَاكِ سَاقَيْهِ
وَلَمْ تُلاَمِسْ
طَعْمَ الطُّعْمِ بَعْدُ !
9
... ،
... ،
... ،
وَلَمْ يزَلْ وَلِيْدُهُ
فِي فُوَّهةِ يَدِهِ ؛
أَيُمْسِكُهُ
عَلَى قَلَقٍ ؟
أَمْ
يَدُسُّهُ
فِي الغُبَار ؟
10
وَرْدَةٌ .. مِن أَظَافرَ
بَسْمَةٌ .. مِن إِبَرٍ
شَهْوَةٌ .. مِن شَوْكٍ
حِضْنٌ .. مِن سِيَاجٍ
وَ ...
سَاعَاتٌ .. بِلاَ زَمَنٍ
رَجْفَاتٌ .. بِلاَ جَسَدٍ
دَفْقَاتٌ .. بِلاَ مَرْفَأٍ
عُصَارَاتٌ .. بِلاَ رُطُوبَةٍ
وَ ...
أُنُوْثَةٌ .. فِي وَهْنٍ
ذُكُوْرَةٌ .. في مَتَاهَةٍ
حَمْلٌ .. فِي نِسْيَانٍ
وِلاَدَةٌ .. فِي وَهْمٍ
أَهذِهِ كُرَّاسَةُ الحَيَاةِ
أَمْ
أبْجَدِيَّةُ العَدَم ؟
11
- لَوْ كُنْتَنِي ...
- لَوْ كُنْتِنِي ...
وَلاَ إِنَاءَ لَهُ في سَريْرِهَا الجَنَّحَتْهُ
لأَوِّلِ جُثَّةٍ عَابِرَةٍ ..
وَإِذْ يَمُوتُ
فَوْقَ
كُرْسِيِّهِ - كُلَّمَا اشْتَهَتْ -
لاَ تَنْتَهِي مِنْ قَتْلِهِ بِدَائِهَا السُّؤَالِِ
مِثْلَ لَمْسَةِ يَدٍ مَضْمُوْمَةٍ
عَلَى
تَنْهِيْدَةٍ ضَائِعَة !
12
هَـ .. لُمَّ .. نِي كِ سْ رَ ةً
كِ سْ رَ ةً
إِذْ .. قُ طِّ عَ تْ
أَزْرَارُ عُرْيِي بِثَوْرَي يَدَيْهِ ،
وَابْدَأْ .. نِي
مِن غِلاَفِ الأَثِيْرَ الَّذِي شَكَّلْتَنِي
قَالَتْهُ .. لكِنْ ؛
لَمْ تَصْعَدْ قِطَارَ جُرْأَتِهَا
وَتَرَكَتْهُ أَعْشَىً
يَقْطَعُ ضِفَّتَي سِكَّتِهَا
بِالطُّوْل !