عندما يموت الزَّوج في قبائل البوشمن تأخذ الزَّوجة أواني مطبخها، وتُدفن حيَّة بجانب زوجها هي، وأواني المطبخ لتقوم بخدمة زوجها تحت الثَّرى، لكن ذلك ليس مختصراً على قبائل البوشمن، إذ إن مثل ذلك ليس بعيداً عن واقع مجتمعاتنا، فحكمة تلك الشَّابة نضرة المحيا.. موردة الخدين التي يتربعا نهداها عروش الهوى، وتطفح من ريعان شبابها رائحة الأناناس، لم تكن راغبة في الزَّواج رغم كثرة طالبيها للزواج، ولم يكن أحد يعلم بعشقها البوشمني إلا عندما توفي الحاج حسنين أبو الدَّواجن عن عمر ناهز التسعين عاماً، والتي باتت لا تفارق قبره كل مساء، وفي الصَّباح تحوم حول قبره كما يحوم المفطوم حول ثدي أمه !.
حكمة !
اللَّهم نسألك الثبات.