في الخامس من رمضان قبل هجرته صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحرم وفيه جمع كبير من قريش، فيهم سادتهم وكبرائهم فقام فيهم وفاجأهم بتلاوة سورة النجم ولم يكن أولائك الكفار سمعوا كلام الله من قبل لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضا من قولهم « لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون « فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة وقرع آذانهم كلام إلاهي خلاب وكان أروع كلام سمعوه قط اخذ مشاعرهم ونسوا ما كانوا فيه فما من أحد إلا وهو مصغ إلية لا يخطر بباله شيء سواه حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة «فاسجدوا لله واعبدوا « ثم سجد فلم يتمالك احد نفسه حتى خروا ساجدين وفي الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد في نفوس المستكبرين والمستهزئين فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين، وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتروا عليه انه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير وانه قال عنها ما كانوا يرددونه دائما من قولهم : « تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهم لترتجى جأروا بهذا الأفك المبين ليعتذروا عن سجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس يستغرب هذا من قوم كانوا يألفون الكذب.
\..