النِّسيَانُ رحمَةٌ ربَّانيَّةٌ
وَ لكنَّناَ نحنُ مَنْ نأبىَ إلاَّ الكُفْرَ بهذِهِ النِّعمَةِ فَنُضاَجعُ الذِّكرىَ !
لنُنجِبَ هذَا الزَّخمَ الأدعَجَ من الحِبر ..
فَنَجعلَ الورق يبكيِ بدلاً منا
تَستَوطِنُناَ جُزُرُ الجُرحِ لأنَّناَ نُؤمِنُ أنَّ لاَ شَيءَ أعذَبُ مِن خطايَا الملح ..
فَنَحقِنُ بالبُؤسِ أصَابِعَناَ ، و نُزاوِلُ (النَّسجَ)علىَ وَترٍ فتيٍّ يتَبرعَمُ مِن أوجَاعِ الذَّاكِرَة ..
أو نَنبُشُ جَسَدَ الحَرفِ وَ نُنقِّبُ عَن (أضلُعٍ)تُناَسِبُ مقَاسَ أفئِدَتِناَ المَوبوءة
نَمتَهِنُ الغِناَءَ علىَ مُفردَاتٍ تَتَمَوسَقُ بالألم ..
أو نتَرمَّلُ علىَ عتبَةِ حُزنٍ عَمِية.. فلاَ تجودُ مِحابرنا إلا بُكاَءَاَ..
وَ نَسيرُ مُتأبِّطِينَ الموت ، ثُمَّ لاَ نَمُوتْ !.. ولكنَّناَ نتمَدَّدُ في ضِراَمِ حُزنِناَ..
فلاَ نَجِدُ مَا يسعُناَ قبراً تغفُو فيهِ أجفَانُناَ الذَّابلَة..
كلُّ هذَا، ولَم نَزَل بعدُ نَستَلذُّ تلكَ الدِّماَءَ المُراقة بينَ سَوَاعِدِ الوَرقْ...