منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حكايتي معه....
الموضوع: حكايتي معه....
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2007, 12:50 AM   #8
مشاعل الفايز
( كاتبة )

الصورة الرمزية مشاعل الفايز

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

مشاعل الفايز غير متواجد حاليا

افتراضي


مرت الأيام ثقيلة جداً لاتخبر أبداً عن ناصر ,أخواته يتحاشينني وأمي لاتعرف سوى ذكر الله والدعاء أن يحفظ الله سعود باب غرفته مفتوح
كما تحب أمي خلتها تعد نفسها أنه سيعود ونحن نيام فيدخل ويستلقي على سريره ويجد غرفته كما تركها مرتبة ومبخرة لاكما أصبحت بعد فقده بيومين
قالت الخادمة أنها تعبت من تنظيفها بعد أن عبث بها رجال المباحث
مزقوا ألحفته ودسوا أيديهم في الوسائد وغيروا مكان خزائن ملابسه
ثم أخذوا جهازه ورحلوا , مصحفه موضوع كما هو على طرف درجه
نفس المصحف الذي وجدت بطاقة صرافي ورسالته في قلبه, أسطر قليلة ذبحتني من الوريد حتى الوريد
" أخذت عشرة آلاف لتعينني في مسيرتي أحتسبيها عند الله لعله يغفر خطاياك بها"
ضحكت بدهشة أي خطايا رآها ولم أرها أي خطايا ستكون العشرة آلاف ومصيبتي فيه ثمنها ,وجهه وهو يطلب ألألف ريال لتسديد فاتورة جواله يعبر في ذاكرتي
يغرس أصابعه في لحيته ويهمس وعينيه في الأرض
"تعرفين الشايب لو طلبته بيذكرني بعجزي عن إيجاد وظيفة, كني لقيت وقلت لا "

كنت أعرف إحساسه الملكوم بعد تخرجه وتهافت الأحلام الوردية أمام


بشاعة الواقع كنت أرقب إدمانه على النت وتطوره المريب من بطل لمواقع الشات يصب لعناته عل فلول المراهقين

إلى محارب في المنتديات يعري الجامية و يلعن المترفين ويبكي على الشهداء حتى في بورما
إلى مخلوق حزين يردد في الواقع أرض تتزلزل تحت قدمي لاتصلح أن تكون وطني
أمي تنتبه لتعلق نظري بالباب وتهمس وهي تطوي سجادتها

الله ينجيه من شر نفسه وينجيك من همك

ابتسم لها بصمت همي لم ينتبه له أحد عندما ولد ولم يرحمني أحد يتمزيقه قبل أن يفتتني, كل سنة كانت تمر كان فيها صيف سأرى فيه ناصر وسيراني فيها حتى عرف طريقه للأسفار فلم يعد يأت إلى تجمعنا الصيفي ببيشة حتى كان

صيفي السادس عشرالذي ايقنت أنه سيأت فيه ... لن يفوت زواج أخته الذي تجمعنا له من كل مناطق المملكة ومع ذلك كان ينهش خاطري شك بدده مرآه الجميل وهو يستقبلنا مع جدي عند بوابة مزرعتنا

لاأدري إن كان فكر بوجودي أو حتى لاحظ أن فتاة حمقاء تجمدت في المقعد الخلفي غير قادرة على النزول
من الإحساس أنها بعد كل هذه السنوات ربما تلامس كفه كفها

تطلع نحوي للحظة وهو يتجادل مع أحد أخوتي عن شئ ما ولم يبدو عليه شيئاً

شعرت بخيبة كبيرة وبدا سلامي للباقين فاتراً مضحكاً

أحتوتنا الغرفة المخصصة لنا التي لم نكن نسكنها على أية حال بل تسكنها حقائبنا الكثيرة وننام نحن كلنا

في حوش النساء بينما ينام الرجال في حوشهم

أستطعت أن أوقولب الأمر لصالحي ربما أستحى من أخوتي ربما يريد أن يظهر كرجل ثقيل لايهتم بالنساء

وابتسمت في النهاية لطالما وجدت له ألف عذر

لم أبقى كثيراً في بيت جدي قررت المبيت في بيت عمي الواقع في الطرف الآخر من العطف

لأكون مع المنقول وكذلك فعلت معظم الفتيات ماعدا أخوات ناصر



لازلت أذكر منظرنا المضحك وقد ارتمينا في صفوف ورفعنا أقدامهنا المحناة على مساند حتى لاتفسد الأرض الحناء المرصوصة كطبقات في باطن أقدامنا بينما أيدينا مشرعة للريح

ولاتمضي دقيقة حتى تصيح إحدانا من مشاكسة الأطفال الذين يتعمدون حك أقدامنا أو حتى سكب الماء علينا

أوالتفتيش في حقائبنا مستغلين قيودنا الاختيارية

كانت زوجة عمي هي ونوير القينة السمراء الجميلة يقمن بمهمة الجري خلف هذا أو ذاك

أو إسكاتنا بقول من بغى الزين ماقال أحييه

كانت ليال جميلة.... لاأبالي برائحة حناء هيا وهي تؤشر بيدها في وجهي مادام الحديث سيدور عن ناصر

" شفتيه ياهبلة ليش ماقلت وشلونك ولا حتى تأخرتي شوي في النزول كأني شايفتك مصرقعة"

"مدري بس يهبل ياربي ماحلاه "

" وجع خفضي صوتك نورة هنا"

و كالعادة
أنسى نورة ولم أدر أبداً أنها لم تنسني

في مكان ما كانت ترقد سارحة الفكر ربما في ناصر ربما ما أصعب أن يشاركك أحدهم الحلم والحب

أن تظن أنه يملك معك نفس الذكرى بصورة أخرى يومها كنت أصغر أن أوقن أن كلمة أحبك لاتقبل القسمة على ثلاثة مطلقاً

تلك الليلة لم ننم كلنا ربما نعمنا بأنسة من النوم وماإن أذن عمي للفجر حتى تقافزنا نصيح على القينة نوير

"في وجه الله أنا الأول "

لم تستمع لأي منا بل يممت وجهها شطر نورة وجلست تزيل الحناء بينما غمزت لي هيا

"وربي كأنها أميرة"

لأول مرةأتأملها على وجهها أبتسامة ساخرة لاتغيرها أبداً حاجباها دقيقان وانفها شامخ مغرور

بقرب شفتها العليا حبة خال

ألتفت عنها وأخذت أزيل الحناء عن أقدامي


تباً لنوير المنافقة ....

قلدتني هيا وهي تضحك


أبتدأ المنقول بأربع سيارات يقود الثلاث الأولى أخوة العريس بينما تقود الرابعة هيا أبنة عمي وصديقة عمري

سيارتها التي تسميها الاربعة ولا أفهم لماذا؟... أشتراها لها والدها من جدة

علمتني في مابعد القيادة عليها حتى صرت أحلم بأربعة لي


أصلحت أم العريس البيرق الذي هو عبارة عن علم تقوم أم العريس بتطريزه وملأه بالنجوم والورود يتوسطهن هلال

ويغرس في عصا طويلة ثم يوضع في مكان مشرف من أول سيارة

بينما تصعد في حوض السيارات التي هي كسيارات القرى إما جمس أو هايلوكس بحوض يلم البشر كما يحوي الحيوانات ومآرب أخرى

تجلس الطقاقات في حوض كل سيارة وطوال الطريق يضربن على الطيران وهن يغنين

أغاني كثيرة أذكر منها


قولوا عساه مبارك وسعيد

ياعرس منهو يحتمي التالي

عرسه علينا من ليالي العيد

يامبركه من بد الايامي


وكلما مروا على بيت من من بيوت القبيلة أو من بيوت العواني

تقافزت الطقاقات والأطفال والفتيات والشباب للرقص يشاركهم أهل البيوت الأخرى

فترى السيوف تتلألأ مع ضوء النهار وتسمع طلقات الرشاش والبنادق من كل مكان

بينما تغني الطقاقات في صاحب البيت

يامحلى السيف الصقيل

في كف أبو فيصل زهاه

هلها كما دولة عسير

حرابهم تنثر دماه


ثم تتحرك السيارات وقد زادت سيارة أو سيارتين


فلا نصل إلى بيت العروس حتى تتجاوز السيارات العشرين وربما أكثر


كان قلبي يخفق بشدة بينما هيا تقود على مهل وهي تشتم الأطفال الذين يتقازون أمامها أو تصيح بطقاقة سمراء سمينة

تحاول زميلاتها إركابها وبوري هيا لايهدأ وضحكاتنا الطفولية من إنكشاف سروالها المسمى خط البلدة ويداها اللتان تلعنا هيا واستعجالها


لاح بيت جدي من بعيد فزاد انفعال الطقاقات ومعه دقات قلبي

أين هي نورة الآن ؟

لاِشك أنها في السيارة الأولى هي أول من ستراه وأول من سينزل بينما سأظل دائما في المؤخرة

ياربي لم لم تجعلني أكثر جمالاً وأكبر سناً ؟


توقفت السيارات وتقافز الجميع نزلت بهدوء وأنا أتطلع إلى باب جدي لأراه يطل متمنطقاً سلاحه

على صدره شريطان أسودان متقاطعان وشماغه الحمراء تزيد ملامحه وسامة جعلتني أتجمد في مكاني

بينما هيا تشدني لأتقدم


"أمشي ياهبلة"

"ماني قادرة"

لم أكن قادرة لكن نورة كانت دائماً قادرة تقدمت نحوه همست له بشئ ووقفت بجواره بينما شرع رصاص رشاشه للريح


مر بي شعور مؤلم لكن يدا هيا سحبتني منه

"ياشين التلزق أتحدى لو أهتم بها"

دخل الجميع بعد وصلة رقص مختلطة غادرت بعدها السيارات لتبقى النساء فقط

رتبت أمي سارة أوجدتي طريقة جلوس الحضور

فجلست الاثنتا عشر طقاقة على شكل قوس وتركت مساحة واسعة للرقص الذي وضعت قاعدته أيضاً وهي تؤشر بأصبعيها

"الرقص ثنتين ثنتين"

لكنها أول من يخترق هذه القاعدة فما إن أبدأ الرقص أنا وهيا حتى تقفز لتراقصنا غير مبالية بصيحات النساء



وربما تغير الرقص إلى السامري وهو مايشبه الدبكة اللبنانية يقولون في مامضى كان هنك صف للرجال وصف للنساء

لكن الآن لم يعد يحدث ذلك كل الصفوف رجال أو نساء


لازلت أذكر تعانق أذرعتنا وترديدنا السامريات الجميلة


الهوى يااهل الهوى سوق المتالي

والحوير في طرفهم يدرجونه

الهوى ياهل الهوى نجر يلالي

بيت شخموم وربعه يدلهونه

الهوى ياهل الهوى صفر الدلالي

وي كيف البن فيهن يشخلونه



*********************

 

التوقيع

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك

مشاعل الفايز غير متصل   رد مع اقتباس