.
.
بِدُون مُقَدِّمَات اقْرَأ وَأَنْت سَاكِتٌ لَكِن بِدِقَّة وَفِكْر بِك دُونَ أَنْ تَفَكَّر بِي
يَا أَنْت يـ مِن أَتَيْت لـ تقراني قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ : اذْهَب هُنَاكَ فِي الرُّكْنِ المنعزل مِنْك وَالْقَدِيم الْخَالِي مِنْ كُلِّ شَيِّ عَدَا أَنْت وصمتك الْمُعْتَق بهدووء الْأَمْوَات ! وَمِنْ ثَمَّ اجْلِسْ وَفِكْر بِك لوحدك تَعَمَّق بِنَفْسِك وَأَسْعَى لـ كَسْبُهَا . قَبْلَ أَنْ- يسرقك
أحَدِ الْمَارَّةِ مِنْك ويرحل بِك عَنْك إلَيّ الْأَبَد !
فِكْر بـ الْحُفَّاظ عَلَيْك مِنْهُم أَوَّلَا وَمَنْ ثَمَّ مِنْك !
أَبْقَى بَعِيدٌ عَنْ أَرْوَاح بَعْض الْبَشَر كُنّ هُنَا بـ اعماقك وَحْدَكَ لَا أَحَدَ مَعَكَ غَيْرِك !
ثُمَّ اُنْظُرْ قَلِيلًا إلَيّ وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ لَحْظَةٍ تففكر بِهَا مِنْ أَجَلِك قَد- تَعُود
عَلَيْك بـ الْفَائِدَةِ الَّتِي لَا أَحَدَ يَعْرِفُهَا وَلَا أَحَدٌ يَرَاهَا سِوَاك !
لِذَا حَاوَل :
أَنْ تَبْحَثَ عَنْكَ فِي ذَاتِكَ وَغَضّ النَّظَرِ عَنْ ماقد تَجِدْ بِك مِنْ أَشْيَاءَ
بَعْثَرَت عَبَثًا مِنْك ذَات مَاضِي . . اُتْرُكْهَا أَو سَوّ كنك ماشفتها _^
وَلَا تَلَقِّي لَهَا الْبَال لِأَنَّهَا فِي الْحَقِيقَةِ لَيْسَ مُهِمَّةٌ وَلَوْ كَانَتْ لِمَا اهملتها
رُبَّمَا أَنَّهُ كَانَتْ تعنيك فِي مَكَانِنَا مُعَيَّن وزمننا مُعَيَّنٍ وَ وَقْتٍ مُعَيَّنٍ
فِي ماضيك الَّذِي لاوجود لَهُ الْآنَ مَعَك إنْ أَرَدْت الْعَوْدَة فـ الررحله طَوِيلَة وَلَن تَعُود بِك مُجَدَّد فَهِي كـ الْأَيَّام تَمْضِي وَلَا تَعُودُ . .
وَمَعَ هَذَا لَن تَجْلِب لَك سِوَى فَتْح أَبْوَاب الذِّكْرَيَات المتعبه والموجعه أَيَظُنّ قَد تؤذيك رُبَّمَا !
لَا تَتَطَرَّق لِلْمَاضِي بتـاعكـ عَلَى قَوْلِ إخْوَانًا الْمِصْرِيِّين _^
وَلَا تُحَاوِل إقْنَاعٌ نَفْسَك فِي الْجُلُوسِ مَعَهُ وَأَعَادَت تَرْتِيبُه وصياغته مِنْ جَدِيدٍ
فـ النَّظَر إلَيّ الْمَاضِي لَيْسَ سِوَى مُحَاوَلَة لـ النِّيل مِنْك دُونَ أَنْ تَعِي !
بَلْ اُتْرُكْ الْحُنَيْن وَأَمْسَح مِن اعماقكـ وجوهـ العابرين وانزغ مِن ذاكرتك صُوَر الراحلين
وَلَا تَرَسَّم عَلَى جِدَارِ الْمَوْت رَجُلٌ يَنْتَظِرُهُم مَنْ عَلَى فَوْق الرَّصِيف بَل أَسْتَفِيق
وَأَرْمِي بِكُلّ شَيّ كَان بكـ أَوْ كُنْت تَحْمِلُه بِوَجْه السِّنِين ماعدا أَنْت . . وَقَلْبُك . . وَالْأَنِين
وَلَا تَنْظُرْ لـ غَيْر الشّي الْقَادِم إلَيْك وَالْجَدِيد
تَغَيَّرَ وَلَوْ مَرَّةً لَا تَكُونُ وَقْتًا قَصِيرٌ جَرَّب نَفْسِك وَلَا تَكُنْ مَعَ هوامشك عَلَى الرَّفِّ الْقَدِيم
كُنّ شَيّ غَرِيبٌ كُنَّ بِلَا ظِلّ كُنَّ بِلَا أَثَرُه وَبِلَا هُم ! وَلَكِن احْذَرْ أَنْ تَكُنْ بِلَا أَنْت !
ثُمّ ارسم فِي وَجْهِك كُلّ الابتسامات الْمَمْزُوجَة بعبق أَمَل التفاءل واشرااقة كُلَّ يَوْمٍ صَبَاحًا
جَدِيد يَعْرِفُك وَلَا يُعْرَفُ الْحُنَيْن خَالِيًا مِنْ كُلِّ التَّفَاصِيل وَلَا يَحْمِلُ مَعَهُ سِوَى الشَّمْس وَنَفْسِه وَالتَّوْقِيت . .
بَعْدَ كُلِّ هَذَا إن الْأَوَان أَن تتشارو مَعَكَ مِنْ
أَجَلِك
ثُمَّ تَحَدَّثَ مَعَك قَلِيلًا امممم يَعْنِي شُوِي وَحَاوَل قدرالمستطاع
أَن تَرَسَّم لَنَا صَوْتَك هَذَا أَنَّ تَمَكَّنْت مِنْهُ _^ ! !
ارْتَحَل بِك تَفَقَّد عَالَمِك الْخَفِيِّ مِنْ مشرقك إلَيّ آخَر خُيُوط اللَّيْل مِنْك . .
وَمِنْ ثَمَّ اذْهَبْ بِك إلَيّ اشيائكـ الَّتِي تهمك والقابعه بداخلك والملفوفه بِكُلّ غُمُوضٌ
منذو زَمَنِنَا بَعِيدٌ . . وَرَتَّبَهَا بَعْدَمَا . . تُرِكَتْ أَوْ أُجِّلَت أَوْ نَسِيت أَوْ لَمْ تَكُ بِنِسْبَة لَك مُقْنِعِه واهديتها لـ تجاهلتها بِلَا مُبَالَاة وَلَا تَبْريرٌ ! ! وَلَا تَرْتَدّ عَلَيْك بـ أَلْوَم وتتهم نفسكـ بـ انشغالك بِهِم عَنْك ذَاتَ يَوْمٍ بَل أَنْسَى ! !
اخيراً وَلَيْس اخراً :
قُم بـ إغْلَاق بوابات الْعُبُور إلَيْك وَأَجْلَس مَعَك وَحْدَك ( تَكْرَار لـ التَّذْكَار )
لَا تَشْغَل نَفْس بمكن حَوْلِك فـ أَنْت أَهَمّ مِنْهُم بكثر . .
وَلَا تَسْتَعْجِل بـ أُمُورَك كُلَّهَا وَلَا تَحْكُمْ عَلَى
(شعب الْحَيَاة الَّذِي يَعِيشُ بِك وَيَمْضِي قَدِمَا بـ أتجاهكـ نَحْوَك )
ولـ أَجْلِ أَنَّ تُعَرِّفُك عَلَى حقيقتك يَجِبُ أَنْ تُرْكَز مَعَك وَتَسْتَرِيح مِنْك قَلِيلًا . .
بَعْدَمَا تَخْرُج مِنْك كُلّ تناقضاتك الْمُكْتَسَبَة مِمَّن حولكـ
وَتَتْرُك بَعْضًا مِنْك خَارِج أَطار مِسَاحَة
طَاوَلَه حِوار ! ! ذَاتِك وَأَنْت ! ! ولـ أَجْلِ أَنَّ تَنَجَّح بـ ارجاعك اليكـ مِنْ جَدِيدٍ وَالِي حَيْثُ كُنْت . . ! !
مُلَاحَظَة :
كُلّ ماذكر أَعْلَاه خَيَالٌ فِي خَيَالٌ لَكِنْ قَدْ يَتَحَوَّل إلَيّ وَاقِعٌ قَد يُفِيدُك كثيرااا إذَا بِس فَكَّرْت بَيْنَك ويبن نَفْسِك وَمَعَك لَكِن بِصِدْق وبصدق !
.
.
.
وَقْفِه وَشَرْط
أَوَّلًا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُتَأَكَّدٌ مِن تَفْرِيغ نَفْسِك
مِنْ كُلِّ شَيِّ كُنّ مِسَاحَة فَارِغَة وَيَجِبُ عَلَيْك
أَنْ لَا تُتْعِبْ نَفْسَكَ وَتَخْرُج مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ دُونَ أيِّ فَائِدَةٍ
وَكَيّ تَنَجَّح كُنّ حَذَّر وَلَا تَخُوض الْمَعْرَكَة مَع ذَاتِك
إلا.. فَقَط
في الْوَقْتِ الْمُنَاسِب منـك ؟ ! ! .