لماذا أستشعر الحب كرائحة ؟ تعبث بي و بالذكريات .. لأراك في كل شيء و ينضح بك عالمي ..هل لأنك تشبه الحياة المتوردة التي صنعها وجودك داخلي ؟ أم لأننا متناقضين لدرجة الحب ؟ يحدث كل هذا بينما أنت تمضي في سفر دون خيار للعودة .. و أبقى أنا على ضفة الطرق أنتظر أن تصلني أخبار المصير .. لم تدعني الهواجس وحيدًا فأغتالت عقلي .. قلبي .. وحتى نومي .. أخشى فقدًا يُسقطني كجثة هامدة دون حراك .. لماذا لا يحزم الراحلون حقائب الحكايا معهم ؟ لماذا لا يمحون أثار الذكرى الجميلة بخطواتهم ؟ لماذا ينثرون الحنين كغبار الرحيل و يمضون ؟ لماذا يستهلكون طاقتنا دون نية للإستمرار ؟ ..
لقد منحت نفسي للإنكسار.. للتشتت .. للسقوط.. ولكنني ما زلت هادئًا و صامدًا من الخارج .. ما أقسى نفسي على نفسي !
يمر الحنين بين شراييني كممر ضيق .. كطائرٍ لن يرى الهواء مجددًا يفقد قلبي السيطرة .. ما زلت أحتفظ بصوتك متخفيًا داخلي .. يتشاطر الكلمات مع الوله لأضيع بينهما ..
و أضل كلما أنار القمر عتمة الليل البهيم .. أتسأل ؛ هل كنت أستحق كل هذا ؟ ليحل عليّ سخط الأقدار و تدور بي حوادث الدنيا ! هل سأرى النور يومًا أم أنني أمتطي قاربًا مثقوب لن يصل إلى الشاطىء أبدًا ؟ لقد ملأتني التساؤلات و أصبحت متسولًا يبحث في الوجوه عن إجابة واحدة .. تحمل ملامحك .. لتخرس كل الأسئلة داخلي و ينتهي أجل الضجيج ..
ليتنا بقينا معًا لكي لا أقضي الليل بحثًا عن منطق البعد الذي سلكته .. لكي لا أقطع مني جزءًا كل يوم في محاولة إيجاد عذر لطعنتك تلك .. ليتنا بقينا معًا لكي لا تمر عليّ الأيام مستنسخة .. لكي لا أبرر غيابك لصفحات الكتاب الذي اقتطف منه ما يعجبني لأهديك .. ليتنا بقينا معًا لكي يقول أحدنا آسف ويغفر له الآخر .. ليتنا 💔..