صنّا عراها في ظلام الهوى
محفوظة الهيكل بالمستحيل
كنّا حرازا حفظت واحتوت
وكان ضلعاها يحوي الخليل
كنّا قرابين نعاني اللّظى
وحبنا فوق عناها جميل
وكانت الأيام تهوي بنا
في كلّ صخر فوق حبو ثقيل
****
وكم صبرنا نحوها من أذى
القيد فيه يكتفي بالأنين
دماء مفتونين من مفرق
يضم في أثداء غيم حزين
ومركب يعقبه مركب
من شهداء غرقوا ساجدين
يا اسمها , يا وردها , يا همسها
اهدي لقاء يتخطى السنين
***
وكم مشينا دربها المرتضى
على هضاب الزهر في أمسنا
وكم يأسنا أنّها قد خفت
منّا فأبدى صوتها المنحنى
وجه صبابيّ الحشا كم هوى
كلّ لقاء دونه محصنا
***
من دورها طفنا فلا كعبة
توردنا أفناننا الصافيه
لا طفلة تغمز في أمسنا
لا قادم يحصد لا ساقيه
عفّت أغانينا وأطيارنا
وانتشرت أطيابنا زاكيه
***
نحن قفزنا كلّ شفق بدى
نبحث عن سماها العليل
عن قوسها عن لونها عن غنا
منها يسلي في الشجون الطويل
وانطربت تلك النخيل التي
مالت خطاها في غمام المخيل
***