أَيَا وَرِيقِه بَيْضَاء مِسْكِينَة
يَا غريقة حَبْر
لَا يستشركِ فِي حُرُوفِ
مَدَّ بِهَا شطآنكِ الرمادية
و أغاصكِ فِي التِّيهِ ،
يَا ضَحِيَّة حَبْر
نَزَف هَمُّه
قَذَف سِمه
عَلَى يراعكِ فَعَل الْكَثِير ،
قدكِ مِن قبلٍ و دُبُر
غزكِ بِخَنْجَر الْوَهْم
شَرَد آمَالكِ الْعَذْرَاء
نَسَف بَكَارَة الْحِلْم
اِسْتَغَلّ فَرَاغ السَّمَاء
أغرقكِ بويلات النَّدَم
أهلككِ بألمٍ و وَدَاع
طُمِس بيأضكِ بِالْعَدَم
هجنكِ بِمَعْنَى فَاتِرٌ و كَلِمَات مَعاقَة
ورطكِ بَيْن عُهُود عَاجِزَة و بَيْن مُفْرَدَات أَوْجَاع
أجبركِ عَلَى رحلات الْفَنَاء
ذَرَف فوقكِ دمعات أَرَقّ الْوَحْدَة
فَرْضٌ عليكِ إتَاوَة هَذَيَانٌ البَوْح
سآمكِ مَرَارَة الضَّيَاع
أذاقكِ ظَنُّك السَّهَر
أمطركِ بزخات سَرَاب
أصابكِ بعدوى القهـر
خَرْبَش رقتكِ بِقَسْوَة
جرحكِ أَلْفَ مَرَّة
شَتّت ذهنكِ الصَّافِي
شطبكِ مِن سِجِلَّات تَقَالِيد مُوَرِّثِه
غربكِ مِنْ وَطَنِ النُّمُوّ
غَرْبَل تنسيقكِ الْقَدِيم
أفقدكِ هويتكِ النَّاصِعَة
أنساكِ شَكْل الْمَاضِي إلَى مَجْهُولٍ
طَرْد إيكات الْوَقْت
دَمَّر شُعُور ربطكِ
رَخَّص قِيمَة الْجَمَاعَة
لِأَجْل طُغْيَان التَّفَرُّد
فـ أنتفضي
عَلَى ظُلْمٍ التوجس
تَحَرُّرِي مِن رُعُونَة الْخَيَال
أنتفضي عَلَى
الْقَلَم الدكتاتوري
الْجِلْف الْمُخْتَال
و لَا يَكُنْ حَالُك
كـ حَال
شُعَب
لَطَّخ مَلامِح الثَّوْرَة بالسفور
و نَزَع الْمَبَادِئ مِن الشَّتَات
ثُمَّ سَمِعَ الْمَعْنَى يُعَاتِب الْكَلِمَة
عَلَى خُرُوجِهَا الْمُبَكِّر
( أعاجلة التفرع تمهلي
أَن للسرد أُفُق لَا يَسُدُّ )
،
بـ قَلَمِي
.