ذاك الخريفُ العابسُ المتجهّمُ يمضي بثوبهِ الأصفرِ، حاملًا معولَهُ بيدَيهِ، يشقّ ثغرَ الأرضِ العطشى، ليتسنّى لها ارتشاف المطر، يُسقِطُ الشّيبَ عن رأسِ الشّجرةِ المُتعبةِ، لينموَ من جديد نضرًا جميلا وبرّاقا. يودّع العصافيرَ بيدهِ، مُخفِيًا دمعَهُ في مآقي حُمرتِهِ، يعصِرُ الغَيمَ بأناملِ الرّيحِ، ويهمسُ بغبائره للكونِ بأنَّ موسِمَ خصبٍ جديدٍ يترنَّحُ على ذيلِ بُردِهِ.