يا نفسُ لا تجدبي
""""""""""""""""""""""""""""
يا نفسُ لا تجدبِي هذا هو القدرُ
واستبشري بسحابٍ حِمْلُهُ المطرُ
ولتغرِسي نبتةً نُحيي بها أملاً
ونستثيرُ بِها ماضٍ ونشتعرُ
أشدو وفي داخلي سبعونَ مُبكيةٌ
يبكي لِأصغرِها الجلمودُ والحجرُ
وأدعي السُعدَ والآهات ُ تقتُلنلي
وأزعمُ البردَ والنيرانُ تستعرُ
ما أتعسَ العيشَ عيشٌ يُستضامُ بهِ
حُرٌّ .. أبيٌّ وفيهِ النذلُ ينتصِرُ
ويدّعي فيهِ أمجاداً .. مؤثلةً
وفي الحقيقةِ منِهُ الخِزيُ يعتذِرُ
تِلك الحقيقةُ نحياها بواقِعِنا
لا يعرِفُ الحقَ ً لا زيدٌ ولا عُمرُ
يا شعبُ يكفيكَ نوماً ولتفِق فلقد
عاثوا فساداً بِأرضِ الله واستطروا
وفرقونا جماعاتٍ .... وألويةً
حتى استطالوا وكادَ الحقُ ينصهرُ
كم مِن دساتيرَ قد صيغتْ وقد ظَلمتْ ؟
هذي الشِعاراتُ مِنها الصِدقُ يفتقرُ ؟
يومٌ بيومٍ .. وعامٌ بعدَ سابِقهِ
ووضعُنا في سياقِ الموتِ يحتضرُ
والظلمُ يزدادُ وطأً فوقَ وطأتِهِ
والحقُ يجأرُ والغاياتُ تنحسرُ
تِلك المبادئُ إنْ ضاعتْ أهِلتها
فهل يُسارُ بليلٍ ما بِهِ قمرُ ؟!
هذا خِطابيَ أُهديهِ لكُم هِبةً
مضمونهُ الأملُ الوقّادُ والعِبرُ
وصغتهُ ببيوتٍ قد مزجتُ بها
روحي ولُبَّ فؤادٍ هَدَّهُ الكدرُ
كتبتُها بدمي المسفوحِ مِن زمنٍ
لِترتقوا جُرحَ مَن مازالَ ينتظرُ
عبدالواحد الكامل
1993