منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الناس فيما يعشقون مذاهب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2019, 10:04 AM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الناس فيما يعشقون مذاهب


الناس فيما يعشقون مذاهب

الإختلاف والتنوع من سنن الكون، والأرض على اتساعها بالنسبة إلينا، وصغرها بالنسبة إلى اتساع الكون الفسيح، تشكل حالة فريدة من التنوع والاختلاف في تضاريسها الجغرافية والبيئية وهو ما يميزها ويزيدها جمالاً ورونقاً مقارنة بكواكب الكون.

ينعكس هذا التنوع على البشر القاطنين على هذه الأرض، فنرى تنوعا فيسيولوجيا وجسديا بشكل كبير جدا لدرجة نادرا أن نجد شخص يشبه في تكوينه الجسدي شخصا آخر، إلا إذا كانا توأمان خرجا من رحم واحدة.

ويقاس على هذه كله التنوع والاختلاف الفكري والثقافي، بحيث يشكل حالة خاصة، لا تقارن بأي حالة أخرى، حيث من المستحيل أن تتشابه طرق التفكير بين إنسان وآخر إلا في حالات شاذة، فالتركيبة العقلية تسمح أن تتبع أكثر من طريقة وحل لمواجهة الحياة.

لكن بعض الأفراد، ينغلقون على أنفسهم فكريا، ويرفضون تقبل الآخر، بل يصل بهم الأمر إلى إيقاف آلية التفكير والإدراك في العقل، فنراهم كالجماد في ما يطرحون من أفكار ويتعصبون لها لدرجة الإعتقاد أن الله لم يخلق غيرهم.

قد يكون من الممكن تجاوز هؤلاء، والاستمرار بالحياة كيفما نشاء، فسماء الحرية مفتوح ويمكن لأن كان أن يعتقد ما يشاء، لكن الضرر الأكبر يأتي في تصرفات المنغلقين فكريا، من تسفيه الآخرين واحتقار ثقافتهم والأستخفاف بهم، هذا الأمر يؤدي إلى ردود فعل عكسية وبالتالي زيادة تعقيد الأمر.

نلتقي بهؤلاء في الشوارع والأسواق، ونعاني منهم أثناء الإزدحام المروري أو أثناء التجمهر لشراء بعض الحاجات، أو أثناء التنزه، أو في أي مكان تلتقي به المصالح والتي يوجب أن نلتقي بها القلوب البسيطة المنفتحة على الآخرين أيضا.

المنغلق فكريا يميل دائما للعنف ويرفض أن يستمع لوجهة نظر الآخر، بل يتجاوز كل هذا ويبدأ في تحقير الطرف الآخر لأي سبب يراه، مع أن بالأصل الإيمان وال‘تقاد خاص بالإنسان نفسه لا شأن للآخرين به.

فلم هذا الإنغلاق والكون الفسيح يتقبل كل الإختلافات والأنواع مهما تعددت، الإنسان المنفتح على نفسه والمتقبل للآخر دائما يعيش في سعادة وراحة، لأن في تنوع ثقافة الآخرين مصدر قوة له، يثير فيه حب الحياة ويحفزه دائما إلى البذل والعطاء واللذان هما من مسببات السعادة.

مذاهب الحياة متنوعة، وقادرة على تقبل الجميع تحت لوائها، وقادرة على إعطاء السعادة وسكينة الروح لأتباع كل مذهب، وما يحكم العلاقة هو الإحترام المتبادل وتقبل الآخر كإنسان له حرية التصرف والإعتقاد، وإن حدث خلاف يحكم به وفق أسس العدالة بعيدا عن نظرة الدونية للآخر وقلة الإحترام.

سواء كنت فرداً أو جماعة، عليك بنفسك فقط ولا شأن لك بما يعتنقه الآخرون، والناس فيما يعشقون مذاهب فكن على أي مذهب شئت لكن لا تحتقر مذاهب الآخرين.

السبت 30-11-2019

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس