منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رسمٌ على الكلمات
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2019, 02:08 PM   #1
شيخه الجابري
( شاعره وإعلامية إمارتية )

الصورة الرمزية شيخه الجابري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1466

شيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي رسمٌ على الكلمات


نبني علاقات إنسانية متعددة، ومتجددة، تعبر أيامنا وجوهٌ كثيرة، تحمل سمات متعددة، وكينونة مختلفة واهتمامات، وشخصيات كل واحدة منها عالمٌ قائمٌ بذاته، وفي وسط هذا الزخم من الوجوه نحنُ لا نُمعنُ كثيراً في قراءة التفاصيل، بل لربما كانت أمامنا غير أننا لا نلتفتُ إليها، تلك الوجوه على اختلافها تحملُ مشاعر نبيلة، تحرص على أن تكون أنيقة الحضور، بهيّة الطلعة، وقد يقترب بعضها منّا كثيراً، حتى أننا نشعرُ بأنه واحدنا الذي ننتظر، لأنه قريبٌ منّا جدا، ومع الأيام تسقط الكثير من الأقنعة، فيسقط الصحاب الكِثار، لذا حينما يقتربُ منك شخص ما، اقرأه وتفحصه جيداً من الداخل كي تطمئن إلى أنك في القلب السّليم تقيم بعيداً عمَا يُكدّر صَفوه.
بعض المواقف لا تحتاج إلى تفسير أو براهين، إنها تكشف ذاتها دون أن تتحمل مشقة البحث وراء أسباب حدوثها، في الأساس هي لا تحتاج إلى قراءة الماورائيات، فالأماميّات مكشوفة تماماً، أيضاً هناك مواقف لا تُحتمل، ومواقف لا تُصدّق، وأخرى تأتي نعمة من الله وهبَةً ربّانية لم نتوقعها، تضعنا على مرمى الحقيقة، وعند البياض الذي تبحث عنه، تلك المساحة من السكينة في داخلك تتسلل على استحياء، تنداح بقوة وثقة حينما تقف على الحقائق، الله وحده يهبك القدرة على التحمل رغم قسوة بعض المواقف والظروف، والخيبات، الله تعالى ينتصرُ لك.

تعلّم عدم الانسياق وراء المشهد الأول، والدهشة الأولى، واللقاء الأول، والانطباع الأول، ذلك أنّ لكل أول آخر عليك استشرافه قبل البدء، استشراف حقيقي يملأ داخلك بالضوء، لتطفي العتمة.
قيلَ إن القناعة َ كنزٌ لا يفنى، وأنها المقام الأول لكل خير، وكل عملٍ يُكتب له الاستمرار والتوفيق لأنه جاء عن قناعة به، وبالمتوقع من نتائجه، لكن من الجميل أن نتساءل عن أيةِ قناعةٍ يتحدثون؟ ما نوعها، ما شكلها، ماهيتها، مواصفاتها، صفاتها، هل هي تلك التي تضعك عند مفترق طرق يصلك في نهايته إلى طريق دوّنت عليه« اقنع بما لديك، وارض َبما قُسم لك» أم أنها تلك التي تجعلك تتمرد حتى على صبرك فيما اختُبرت فيه من مواقف؟
المهم في كل ذلك أن تؤمن بأن كلّ ما عند الله خير ومن أراد غير ذلك فإن الله به كفيل، وأن تلك الحكايات التي كنّا نتداولها ونرويها لم تعُد هي، المواقف تتغير والزمن والقلوب كذلك، فيا رب ثبّت قلوبنا على حبِك وعلِقنا بحبلِ رجائك فإن في ذلك كل السعادة والخير.
---
مقالي المنشور في صحيفة الاتحاد الاماراتية اليوم
https://www.alittihad.ae/article/734...سم-على-الكلمات

 

التوقيع

.
.
اللهم احفظ وطني
دولة الإمارات العربية المتحدة

شيخه الجابري غير متصل   رد مع اقتباس