أولاً كل الشكر والتقدير لمساهمتك أستاذنا الفاضل فيصل خليل..
أما بخصوص هذه الحركات اليمينية الغربية التي ذكرتها فهي من ثمرة عمل رجال الحركات السرية .. وبعض من ذكرت ممن هم يحسبون على الصهيونية المسيحية كبوش وولده، هم أعضاء في منظمات أخرى سرية كالجمجمة والعظام، ولما سئل بوش الابن عن علاقته بها كرئيس للولايات المتحدة،
تمعر وجهه ورفض الخوض في أسرار حركته السرية، ( وهذا يذكرني بمأزق الإخوان المفدسين بين ولائهم للدول التي ينتمون إليها وبين جماعتهم السرية، فبعضهم من بعض).. وهذ ليست السابقة الأولى لرجال الحركات السرية، فهم قد أنشؤوا كثير من الفرق والحركات الدينية قبل في المشرق، لأن الحركات السرية أصلاً منبعها من المشرق، ثم انتقلت إلى الغرب.. وهي تلك الحركات التي عصفت رياح إفسادها بكثير من دول الإسلام لما تهاونوا وتخاذلوا ورضوا بالزرع.. كانت حركات علنية وبعضها صارت له دولة كالعبيديين في مصر، لكنهم كجبل الجليد ترى منه ما يظهر على القمة، وما خفي كان أعظم..
وحينما تطلق كلمة حركات سرية هنا على حركة معلنة يكون ذلك بغير قصد المعنى الحرفي للكلمة.. فهناك حركات كانت سرية بالكامل، ثم صارت علنية بأسماء أخرى في أوقات معينة،
لكنها مازالت تحتفظ بأسرارها وطقوسها، لبث جو الرهبة في نفوس أعضائها في جل طبقاتها، ويجهل حقيقتها بقية الطبقات وهذا كالماسونية الشهيرة جداً.. ولنضرب مثال شهير على جهل أعضاء كثر من تلك الحركات السرية العلنية..
مثلاً نابيلون كان ماسونياً من الدرجة الثالثة والثلاثين، ويمثل فرنسا التي خرجت من ثورتها العالمانية التنويرية الماسونية، وفي نفس الوقت وقع صدام بينه وبين
بريطانيا الملكية والماسونية أيضاً، وكان القائد الإنجليزي دوق ولينجتون الذي هزم بونابرت في واترلو ماسونياً أيضاً.. وهذا يوضح لك أن نواة هذا العالم السري تخفى حتى على من حازوا الرتب العليا، وقد تدفعهم للصدام لخدمة مصالح وأهداف أخرى لا يعلمها
هؤلاء الذين يظهرون في العلن ويعتقدون أنهم يقودون الأحداث بل ويعتقدون أنهم أعداء لبعضهم البعض.. وكان نابليون يقترض من عائلة روتشيلد التي تقرض في الوقت نفسه بريطانيا لتمويل حملة دوق ولينجتون لردع بونابرت نفسه.. ويكفي أن تعرف أن روتشليد علم بخبر هزيمة نابليون قبل أن تعلمها قيادة الدول التي هزمته وتاجر بهذا النصر وحاز ثروة خيالية بحسابات ذلك الوقت، فكان لديهم شبكة معلومات سرية تتفوق حتى على أجهزة استخبارت تلك الدول الكبرى في ذلك الوقت.. وهناك أمثلة أخرى كثيرة كهتلر وغيره،
و الكلام في هذا المجال وذكر الأمثلة يطول، وما يهم المسلم من كل هذا أن يعرف العلاج الناجع لهذا الداء المستشري في الأرض منذ قرون.. علاجه في الوحي المعصوم، فهو الذي فضح أجداد هؤلاء، وعرف الناس
بحقيقتهم وطرق خداعهم، وبين لنا الصراط المستقيم، الذي إن التزمناه ولم نحد عنه فكل ما سبق من مؤامرات ستذهب جفاء، كما يذهب كيد الشيطان، والله أخبرنا أن كيد الشيطان ضعيفا، لكن على من؟ على المؤمن القوي طبعاً.. أما الضعيف
فهو يستأسد عليه ويحاصره بشبهاته وشهواته حتى يصير من جنده.. أو يتداركه الله برحمته..