الحياة بأحداثها تروّضنا ...
تمر من خلالنا ... و مرورها لم يكن قط مرور الكرام ...
بل إنها لن تدّخر طريقة لأن تُرضِخنا و تَخضِعنا و تعيد تشكيلنا و رَسمنا ...
حتى ندرك حجمنا الحقيقي و مدى ضآلتنا في كون فسيح لا حدود له يلتقطها إدراكنا أو يستوعبها فهمنا
لذا ... إذا ما أجرينا مقارنة سريعة بين
نحن الآن ... و نحن قبل خمسة أعوام ... و قبل عشرة أعوام و قبلها و قبلها ...
نجد و ندرك أن لنا من أنفسنا نسخاً أخرى ... و كلها أصلية ...
لكن يشوبها بعض الغرابة و الغربة ...
ما رفضناه اليوم ... نفسه رضينا به قبل أعوام
و ما قبلنا به اليوم ... كان مرفوضاً بلا تردد ... قبل الآن ...
يصيبنا العَجَب ... كيف صرنا هكذا ...
كيف تمكنت الحياة من نحتِنا بهذا الشكل المتقن ... رغم محاولاتنا العديدة لأن نتغيّر في وقت من الأوقات دون جدوى ...