كنتُ بحاجة ماسة ... لنبش أوراق مكدسة من زمن مضى
أوراق من أيام و مواعيد و مواقف
تذكّرني بدفتر ملون الصفحات و كل لون له رائحة مختلفة ...
قد تثير فينا جانب من المشاعر ... أو تخمد جوانب أخرى
فكما كان يزكم أنفي عطر الفراولة ... تثير حفيظتي رائحة بعض الأحاديث و الحوارات
التي تثير أيضاً الشكوك ... فتحاول التدقيق في مرآة ذاتك و ترفع حاجبيك استغراباً و تعجّباً : هل كان حقاً أنا ؟! هل كان فعلاً هو ؟!
و تنهال عليك التساؤلات كما القذائف ... و لا تملك دونها لا أن تستدفعها بالتجاهل ... و لا أن ترجمها بجواب يشفي غليل الحنين
حتى أن الشك يتصاعد حتى يصل مرحلة ... تكذيب الحقائق
و حتى ما كنت تقبض عليه بملْ إرادتك - قلبك - تنظر إليه بعين الاستصغار و ربما الاحتقار ...
لأنه جرجرك لهذه الخدعة المكشوفة ...
ثم ... تباغتكَ ورقة تفوح منها خزامى الشعور ... تهدئ دوار الأسئلة و ترخي فواصل الشك ...
و تداهم ملامحك ابتسامة ... لا تدرك منبعها ...
من أي عمق انفلتت ... تعاود النظر في مرآتك ...
إنها ليست عيناك و حسب ... كلكَ يبتسم ... و يشرئب استعداداً لنشوة الاشتياق
لتقرّر ... أن تضع علامة فارقة ... على هذه الصفحة
من أجل عودة مكللة بالأمل ...
بان الأمر لن ينتهي ... أبداً