منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2020, 02:42 AM   #13
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


كما أخذه الإعجاب مِن جانبٍ آخر بنجاح العالم في صنع هذه المصاعد الفضائيّة.
اِنتبهوا إليّه وكعادة بني البشر يحبّون استفزاز الضعفاءِ والهروبِ مِن سطوة الأقوياء بالالتفاف حول الأخيرة خنوعًا ، ونعتهم بكلِّ أخلاقٍ حميدة .
تركوا الأخبار وأخذوا يتغامزونه ويلمزونه كعادتهم مُذْ عاد أبيه بالوجه الجديد ، وفهمان يتجاوز مضايقتهم ولا يردُّ عليهم مع أنّ كلماتهم كالخناجر التي تدمي قلبه ، كما أنّه لمْ يصرحْ لأبيه قول أهل الحيّ حتى لا يضجر .
يقذفون أبيه بعشرات التهم وكان أبرزهم القتْل والنصْب ، وتنوعتْ أساليب همزهم ولمزهم ما بين متأففٍ ومتشدّقٍ ، وما بين متطهّر يمسح ثيابه كلما مرَّ فهمان بجانبه ، وما بين مستهزئ ضاحك وسط قهقات بلغت الآفاق ، وفطين ما زال في البلكونة يفكّر مغتمًا في مستقبل ولده ، ليس من أجله فحسب ولكن من أجل مصر التي تقبع فى ظلمات الفقر والجهل .
وأصحاب اللحى جالسون وحدهم في المقهى وكانوا يلعنون أبيه فيما بينهم لتغييره خلْق الله بعد أن زرع الوجه الجديد ويصفونه بالكفر والخروج عن ملّة الإسلام .
*تلمّس فطين وجهه ثمّ قال..كلّ شئ يهون من أجلك يا أمّ ..يا مصر .
همّ فهمان بمغادرة المكان مستاءً ..فاعترضه بلطجيٌّ واستوقفه واندفعَ تلقاء وجهه ، بينما فهمان يتراجع للخلف ، وقال له أحد أصحاب اللحى لابدَّ مِن القصاص ، مَنْ قتلَ يُقتل أو الفدية بالمال ، ثمّ أسرع إلى فهمان ووقف خلف ظهره وبرك بروك البعير أو كذوات الأربع ، فاصطدمتْ مؤخرته بظهر الحيوان البشريِّ فتشقلب ، فضحك الناس وقالوا المثل القديم ..لا يقع إلّا الشاطر..
شاهد فطينُ المشهد ، فأخذ عصاه وانطلقَ يعدو بأقصى سرعة متوجّهًا إلى الحدث ، أرسلتْ الخليتان العصبيتان الطبيعيّة والصناعيّة معًا إشارة غضب ، وكان الغضب هنا مستمد مِن معينيْن ممّا كان له الأثر الشديد في مضاعفة غضبه وقوّته.
أخذ بيد ابنه فأقامه ، ثُم حصدَ القوم كلّهم وتبيّن سبيلهم وأوغل في نواياهم .
وبروفيسور السياسة حدجهما بإدراك ثمّ قال ..
ها هو الأسد المستنفَر، فلمّا نظر إلى رأسه وعصاه التي يحملها قال ..ها هما العلم والقوة لا غالب لهما ، ولقد شاهد اللاسة والجلباب فقال ..وها هي الأصالة تحيا من جديد لتُعلن عن نفسها أنّها الأقوى.
وقف فطين أمامهم وقد وقفوا أمامه بجهلهم صفًا ، وقفَ وعيناه تدقُّ شررًا ، ملامح وجهه توحّشتْ ، العصا تحولتْ إلى أنياب وكلاليب ، عيناه غدتْ محرك أو مغناطيس فقدْ حدّ بصره إلى ثلاثة مِن أهل الحيّ كان بأيدي كلٍّ منهما عصا وركّز عليها دون أن يدري مكامن قوّته فوقعتْ جميعها على الأرض ، وظنَّ فطين أنّهم ارتبكوا وانتابهم الذعر والخوف إلى درجة الاستسلام .
ارتعدتْ أوصال البلطجيّ والدابة البشريّة الأخرى معًا فلاذا بالفرار ..
نظرَ فطينُ إلى القوم كلهم قائلاً..إلى متى نظلُّ نلهو ونلعب ، إلى متى نتعارك ونتخاصم ، عدونا مِن خلفنا صعد الفضاء بمصاعد فضائيّة ونحن نبتغي في الدهاليز والأنفاق ، نلوي شفاهنا ونتشدّق بألسنتنا لنبثَّ سموم الأفكار الدينيّة في نفوس الشعب المسكين ، ويستعفي بعضنا على بعض في حالات أخرى .
اِسمعوا ..لابدَّ أن نكون إخوة ..وإن عدتم إلى ذلك فأقسم بربّي لأعبطنّكم بهذه العصا ..
نظرّ بعضهم إلى بعضٍ وتساجلوا متلاومين ، يرجع بعضهم إلى بعضٍ القول ، فانفضَّ مَنْ انفضَّ وظلَّ الباقون صامتين بين مؤنّبٍ لنفسه ومؤنّبٍ لغيره .
تمحّصَ وجوههم ثُمّ قال لهم ..أنتم أهلي وجيراني ..
اِسمعوا ..سأقيم لكم سِركًا هنا في الشارع أمتّعكمْ وأعلّمكمْ العلمَ عبر ألعاب سحريّة لمْ تروا مثلها قطّ .
سمع القومُ كلامه ونسوا الحدث برمته وانشغلوا تمامًا بخبر فطين وخبر السيرك وأخذوا يتهامسون فيما بينهم ، وقال بعضهم لبعضٍ لعله يخرجنا مِن همومنا وأوجاعنا ..
أسرعوا إليّه كالمهاجمين ، فرفع عصاه تأهبًّا للدفاع ، لكنّهم أشاروا إليّه براية السلام والإجلال والخنوع .
رفعوه فوق أكتافهم ونسبوا إليّه الشرف والأمانة ، وهذا شأن الرعاع يحبّون القويَّ ولاسيما لو كان كريمًا ويبغضون الضعيف ولو كان منصفًا .



يتبع ..

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس