منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وحـيـد بـن آل عـزلـة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2020, 09:23 PM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وحـيـد بـن آل عـزلـة


وحـيـد بـن آل عـزلـة


القمر على وحدته ،،، يجد النجوم حوله تواسيه وتشاركه بريق السماء ،،، لاهيا مع سامريه العشاق ،،، يبادلهم حبا بحب وأنسا بأنس ،،، ضوء يضيء لحظتهم فتزيدهم جمالاً.

وأنت لا النجوم تواسي وحدتك ،،، ولا العشاق يهتموا لأمرك ،،، في نظر الوجود كأنك لم تكن ،،، وفي حسابات الحياة قيمتك صفراً أو أدنى بكثير ،،، ولا تحسب انسان في سجل الكائنات.

في عتمة الليل تجلس وحيدا تنتظر حلما يساق إليك تحقيقه ،،، لتجد فيه الأنس والونس ما ينسيك عذابات الفراغ ،،، ويكسي وقتك ما يشغلك عن وحدانية اللحظات ،،، وبعد طول انتظار تصطدم بأضغاث أحلام ،،، تؤدي بك إلى مزيد من الوحدة واليأس.

ك حال وردة زرعت في صحراء قاحلة ،،، ترتجي الأنس والحياة من أي عابر فلا تجد إلا أشباح السراب تظنه آت بالماء الغدق الوافر ،،، وما هو إلا كذبة حلم ترجي التحقيق ،،، لا خلاف بينك وبين الوردة ،،، كلاكما عشتم لحظات مليئة ببصيص أمل خادع ،،، في زمن لا أمل للأمل.

يقولون العزلة ليست بالأمر السيء ،،، تبعدك عن ضجيج الكون وآفات البشر ،،، ويسكن فؤادك راحة ولذة لا مثال لها ،،، يكفي أنها تعفيك من أمراض البشر وما توسوس به أنفسهم ،،، تجلس وحيدا تصفو نفسك لنفسك وتتطهر من رجس الحياة لتبقى العذراء التي تأنف لوثات الحياة ومآسي البشر.

فلا هذا يكذبك حديثا ولا ذاك يراك عيبا من عيوب الكون يجب أن تزال ،،، وآخر يراوغك نفاقا ،،، لتعجز عن معرفة من هو ،،، ابقى وحيدا فذاك أنت تعيش ملكا متوجا لنفسك.

قالوا لك ذلك وفي داخلك عقدة مآسي حيث تتشابك دروب النفس والروح والقلب ،،، يقف العقل محتارا عاجزا عن ولوج الطريق ،،، كجمود نخلة آيلة للسقوط عند هبة رياح ،،، يظنون العزلة اختيار ونعيم مرهف يدغدغ المشاعر ،،، ولا يذوق المرارة إلا من عاش المر ،،، حيث ترفرف الروح بعيداً عنك تسبح في متاهة اللا نسيان ،،، تاركة خلفها هيكل جسد يفتقد لحياة تكمله وتعيد له شتات أمره ،،، لا أنت حي يرتجى منك خيرا ،،، ولا ميت تذكر محاسنك ويتغاضى عن زلاتك.

ويؤول بك المطاف ،،، تعود كما كنت وبدأت ،،، وحيدا على رصيف الزمان ،،، تتجرع لوعة المآسي وحدك ،،، وتصفن في أفكارك وحدك ،،، وتقضي أنسك وحدك ،،، وتقضي ليلتك وحدك ،،، ولا يؤرق منامك سوى نفسك ،،، لا تماثل القمر في وحدته ،،، ولا العشاق في أنسهم ،،، تقف على صخرة العزلة ك حال جبل شامخ أمام عواصف الزمان ،،، ويأبى القدر أن تخرج من شرنقة الوحدانية ،،، لتوسم حياتك بالإنتماء إلى آل عزلة حيث جئت وعشت وتنتهي.

26/08/2020
الأربعاء

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس