.
.
.
.
أرفع أطراف أصابعي ليستمر الكرسي بالاهتزاز.. أنظر للا
شيء.. و أنا أستحب شعور انعدام الزمان و المكان و التفكير الذي يثيره هذا الكرسي الهزاز.. لم لا أرتاح في الكراسي الخشبية فهي موجعة لبدني كيفما جلست.. أتنحنح و أنا أحاول تعديل جلستي الجافة الباردة.. أخيرا أقتنع بضم ساقيّ للأعلى و احتضانهما إلى صدري في حركة طفولية بريئة.... هكذا أفضل ..
.
.
.
لا أدري لماذا كل شيء يذكرني بك.. كل شيئ يتشكل على هيئة وجهك / صوتك / حرفك.. هذا مؤلم.. أنا لا أستطيع أن أتناساك.. و إذا سليت ذكرني شيء آخر بك.. أكاد أقترب من الجنون فتسح دموعي التي أحاول مسحها بسرعة.. لكن نهنهات حلقي ترتفع.. أشرب بعض الماء لتبرد دواخلي التي اشتعلت بحرقة .. يلعب معي القولون لعبته القاسية فتؤلمني بطني بشدة.. أترك الكرسي و أبحث عن بعض الزبادي أو الموز.. يا الله! كم نحن ضِعاف يا رب.. امنحني القوة يا الله..!
.
.
.
استفرغت.. و بح صوتي و أنا أحاول تعديل أحبالي المجروحة.. و أنا أمسح فمي المرتجف بظاهر يدي .. جاءت أختي و هي تبتسم.. و تنظر لشحوبي الواضح و هي تقول :
-أين دواء القولون؟
- رميته.
- ماذا؟
- رميته فهو يوجعني أكثر من ألم القولون ذاته.
- متى تعقلين؟
- أعرف دائي و دوائي يا عمري انتِ اهدئي فحسب.
أمسكت بكتفي و هي تقتادني لمرآة كبيرة تنظر لانعكاسي و تقول : هناك أمر يحدث لك يحولك لهذا الشيء الذي لا أعرفه.
ألاحظ مظهري المتعب و تلك الدوائر السوداء التي تحيط بعيوني السوداء الكبيرة..
- لا شيء يحدث لي صدقيني.
نظرت إليّ و هي تعري روحي... و تذهب بعيداً..
.
.
.
أحتاج إلى زمن ميت.. أعيش فيه بلا ذكريات.. بلا هذا الحنين الذي يحاصرني.. في كل حين.. أحتاج أن أتنفس الحياة.. من جديد!