منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2020, 03:10 PM   #25
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


عبقريّتهما العلميّة..
الجزء الثاني عشر
حروب ضارية على موائد صناديق القمامة...
لم تمضِ بعد سوى بضعة أشهرٍعلى سفر فهمان ، وفطين في همٍّ متواصل ليل نهار، فالحرمان يهزّه ويفكك أوصاله على الدوام ، ويشعل قلبه حرقةً واشتياقًا .
حتى أنّ عيناه ذبلتْ ، وبدأ يفقد بعض قواه المعهودة .
وكثيرًا ما كان يجرفه الشوق إلى ولده فيتخذ قرارًا بالسفر إليه ، بيد أنَّ أعباء مصاريفه كانت بمنزلة قيدٍ يمنعه ويغلّ قدميه .
ولمْ يكن الحرمان هو الضارب على نفسه فقط ، بل الفاقة والذلة التي أحاطت بالعرب ، والخنوع الكاسح من الأنظمة العربيّة لنظيرتها الغربيّة مما يهدر كرامتهم وكرامة شعوبهم ، فضلاً عن الكارثة الكبرى وهي تسهيل الدعم اللوجستيّ والنفسيّ لانخراط المنظمة الصهيونيّة لتنخر في جسد دولة فلسطين .
وهنا ، هنا في الوادي الجديد تتجسّد كلّ مظاهر الفاقة والذلة أمام عينيه .
كثُرتْ صناديقُ القمامة وأصبحتْ تنتشر في جميع أنحاء الوادي الجديد لأنّها غدتْ الطعام الرئيس للغالبية العظمى من أهلها .
والصناديق رغم كثرتها فإنها لا تكفي حاجة أهلها من الغذاء فتسبّب ذلك في نشوب معارك فيما بينهم .
فاضطر النظام الحاكم وضْْع عساكر عليها حفاظًا على الأمن القوميّ من جهة ، ومن جهة أخرى كي لا يعتاد الشعبَ على البذخ والإسراف .
وللأسف جرت فيها الرشوة أيضًا فتحصّل من غذائها من لا يستحق وحُرم منها من يستحق .
ومن المضحكات المبكيات أنّ القطط والكلاب المحلّية أصابها الهزال من الجوع فقتل بعضهم بعضًا أثناء تسللهم خلسة من أجل الحصول على طعام هذه الصناديق .
ومن بعيد نشاهد كلبًا ثمينًا وقطة ثمينة أُستوردا من أمريكا وسويسرا ينظران إلى صناديق القمامة ، وبينما هم على ذلك إذ ألقى مالكهما قطعًا من اللحم البقريّ الطازج لهما .
فجرى إليها أحد أطفال الفقراء ليحوزها ، فرآه مالك الكلب والقطة فأقبل عليه غاضبًا وكاد يقتله لاتهامه بسرقة أموال الناس لولا أن أسرع أبوه وانتشله من أنيابه وفرّ به .
تناول الكلب الأجنبيّ قطع اللحم وأسرع بها إلى والد الطفل وألقاها بين يديه ، نظر إليه كلبٌ محليّ فحقد على الطفل فأراد أن يتسلّل خلسة ويأخذها منه.
وهذه الصناديق تمتلئ دومًا ببقايا طعام الأغنياء التي أخذت تتضخّم ثرواتهم بطريقة مذهلة ، وتمتلئ أيضًا من وحدات الكتائب العسكريّة المصريّة ، بينما نجد صورة مشرقة تطلّ من بعيد ، إنهم أعضاء المجلس العسكريّ الذين يعملون في الخفاء .
كانوا يعطون بعض الجنود طعامًا طازجًا ويقولون لهم ..اِذهبوا إلى صناديق القمامة بهذا الطعام واَعطوه لمن تجدونه هناك من أفراد الشعب .
وكان منهم وزير الدفاع واسمه مهديّ ، سمع الخبر ذات يوم فنام ليلته بلا عشاء لأنّه أرسله إليهم ، نام بلا عشاء لا من قلة القوت ولكن حزنًا وغمًا .
لم تكن كلّ هذه الصور القاتمة لتمرّ على فطين دون أن ينفعل معها ويتفاعل ويؤدّي دوره فيها كرجل وطنيّ من أبناء هذا الشعب .
لم يستطع فطين أن يفعل شيئًا تجاه ما يرى ، كلّ ما استطاع أن يفعله هو الذهاب إلى الصناديق بالمال الذي يتحصّل عليه ليلقيه فوق رءوسهم .
ولقد تحصّل على مالٍ كثير بعد أن رفْع سعر التذكرة التي يشتريها الأغنياء بطريقة مبالغة جدًا ، ومع هذا لم يُحجموا عن الإتيان إلى السيرك ومشاهدة العرض .
وفي هذه المحطة الهامة ألا وهي توزيع ماله على الفقراء وقعت الواقعة التي ليس لها من دون الله كاشفة إذْ....
تسرّب خبر فطين إلى نظام الدولة بأنّه يساعد الفقراء فوضعوه تحت المجهرحتى لا يمثل خطرًا على النظام ، فمن المعروف أنّ الخوف قد سيطر على الشعب فشلّ أركانه ، وفطين قد يشجعهم يومًا من أجل المطالبة بحقوقهم المهضومة .
وأمن الدولة ترى أن فطين توافرت فيه كل سُبل القيادة .

الجزء الثالث عشر
الدببة الروسيّة تقهقعُ على مفاتيح أبواب فلسطين..
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ إسحاق يعقوب..
هاتف يعقوبُ وزير دفاعه فحضر فورًا .
فأمره بالجلوس بعد أداء التحيّة العسكريّة فأبى أن يجلس .
-كلّمه يعقوب ..لِمَ لا تجلس ؟
-الوزير..ليس لدينا وقت للجلوس سيادة الرئيس .
-يعقوب ..استرحْ لتسمعْ .
-الوزير ..أنا لا أريد أن أتشبّه بالعرب سيادة الرئيس ، فهم دائمو الجلوس والكلام وأنا أريد الحركة والعمل .
-يعقوب ..صدقت وربّي يا وزير دفاعنا .
المهم ..هل أرسل وزير العلوم والتكنولوجيا الأجهزة الجديدة .
-الوزير ..منذ دقائق فقط .
-وهل انتهوا خبراء هيئة الصناعات العسكريّة من تجهيز الصواريخ ؟
-انتهوا منذ ساعات .
-هل جرّبتموها ؟
-جرّبناها ، تخترق القشرة الأرضيّة لأعماق ستدهشُ العالم .
-ممتاز ..وخبراء الجيولوجيا جاهزون ؟
-جاهزون .
-وخبراء هيئة الصناعات العسكريّة .
-جاهزون .
-وأفراد العمليّة ..جاهزون ، يتحرّقون شوقًا لأخذ ثأر إخوانهم الذين اُستشهدوا من قبل .
-والروبوتات ؟
-تستطيع أن تعمل بمفردها دون توجيه لأنّ عليها برنامج الاقتحام .
-اتصلْ بطيايري القوات الجويّة وابدأ التنفيذ فورًا..أنا منتظركم هناك .
-قال الوزير دهشًا ..معذرة سيادة الرئيس ..أين تودّ الذهاب ؟
-إلى المعسكر لشرْح عملية اقتحام النفق المراد اقتحامه بالصور ، بعدها مباشرة نذهب كلنا لمسرح العمليّة سيادة الوزير .
-أنت! أنتَ ! كيف ؟
-ألم تقلْ منذ دقائق أنّك لا تحبّ الجلوس ولا الكلام ؟ ألَا تحبّ لي ما تحبّ لنفسك ؟ هيّا فأنا لا أريد الكلام أيضًا..جهّزْ فريق الاقتحام والطيارين واسبقوني عند مركز العمليّات الحربيّة ، ثمّ نتّجه مباشرة إلى النفق لاقتحامه.
حضر الجمْع كلّهمُ وأُنيرتْ شاشة كبيرة ، وقف أمامها يعقوب إسحاق وأجلسهم أمامه ليبيّن شكل النفق المراد اقتحامه .
إنّها مجموعة صور استطاعوا الحصول عليها عن طريق أحد عيونهم .
بدأ يعقوبُ عرض الصور ، وكانت أول صورة ..
أمسك يعقوب عصا وأشار إلى الصورة قائلاً ..
هذا النفق يطلق عليه المغتصبون النفقَ العقرب ، أولئك الذين يسمّون أنفسهم اتحاد المقاومة الفلسطينيّة .
ولقد وصموه بذلك إشارة أنّ مَن يودّ مسّه بسوء لابدّ أن يُلدغ فيموت .
وهو أحد الأنفاق الرئيسة الهامة للمغتصبين ، وأشار إلي الجدران والأسقف قائلاً ..وكما ترون هذه الجدران والأسقف طبقات خرسانيّة مدعّمة بطبقات من الرصاص السميك .
ولكن لونها غريب وكأنّها مطليّة بمادة ما ..ولقد حاول رجالُنا معرفة سبب تغيّر لون جدرانها وأسقفها فلم يهتدوا لإجابة .
وعرضَ صورة أخرى ، أشار بعصاه عليها وقال ..هؤلاء قنّاصة على مداخل النفق ، تلك القنّاصة التي تستطيع أن تسقط عصفور من على شجرة على بعد نصف كيلومتر واحد .
وصورة مستقلة يظهر فيها شكل الكمائن والفخاخ فضلاً عن عشرات الألغام الأرضيّة .
ثمّ عرضَ صورة أخرى تبيّن شكله من الداخل ، وأشار عليها جميعًا بعصاه قائلاً ...
كما ترون أنّ طرقها معبّدة بصورة أشبه بشكل خيوط العنكبوت ، ولذلك فهي أنفاق عنكبوتيّة تؤديّ إلى متاهات ومهالك.
فهم عندما يأتونه لابدّ أن يكون معهم خريطة تبيّن لهم المكان المراد الوصول إليه أو المكوث فيه.
فيها أسلحة وذخائر، وجاسوسنا لم يستطعْ تحديد مكانها ، لكنّه قال لنا أنّه يرى عربات محملة بالأسلحة والذخائر تخرج منها ولا تعود ..وطبعًا يا سادة هذا معناه أنّ النفق فيه مصنع أسلحة .
وأنزل العصا وقال ..
ومثل هذه الأنفاق تُمثل حضارة كبيرة ، فهي مجهّزة بكلّ سُبل دعم الحياة من غذاء واتصالات وصناعة ، يا سادة ..المغتصبون يستطيعون أن يحيوا عشرات السنين في هذا النفق دون الاتصال بالخارج .
ومصدر خطورة هذا النفق وأمثاله أنّه يمثل مسرح العمليات الحربيّة ووضْع الخطط لباقي أفراد المقاومة كما يسمّون أنفسهم .
وفيه يتمّ تدريب الكوادر القتاليّة وتصديرها إلى باقي الأنفاق وخاصة ترحيل المدربين إلى سيناء .
كما أنّهم يطلقون صواريخهم منها مستهدفين مدننا التي يقطنها المدنيّون والعسكريّون على حدٍّ سواء.
إنّها يا سادة المجد الرئيس للإرهابيين ، ومصدر رعب لنا طوال قرنٍ كامل أو يزيد .
أقفلَ الشاشة ثمّ قال ساعة الصفر بعد لحظات ..علينا بالتحرك الآن ..توكلنا على الله ..وألقى العصا وتلثّم تأهّبًا لخوض الاقتحام .
الاقتحام ..

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس