هم يحسبونني ممسوساً به جنه
ولست إلا خيال الشاعر الغالي
أرى بليل جنان الشعر من ترف
ما لا يرى عاشق الإيوان والمالِ
وما جنوني إلا أنني ذهب
أسير بين حثالات وأوحالِ
أرى وأسمعُ أشباحاً مكشِّرةً
في الليل ألسنة تبدو كأذيالِ
أدنو إليها فلا الفي لها أثراً
فاطمئن إلى غيمي واوشالي
حتى إذا جنحت في الجو أخيلتي
وصادفت في سما الآجال آزالي
رأيت أشباح حيفي قد غدت أمماً
من الشياطين في آلاف اشكالِ
تلتف في طرقات الغاب حاقدة
على هرير وتنعاب وإخلالِ
وتملأ الجو أصواتا وجلجلة
كأنها صرخة في حلق رئبالِ
وتختفي تارة في شكل بلبلة
وتارة تبتدي في صوت خلخالِ
وتارة تنثني من خافقي فأرى
فيها سيوفاً لآلامي وآمالي
فارتقي غير خواف ولا وجل
أسير بين قراراتي واقوالي
يا فرحتي وقطار الليل يبعدني
عن الانام فأبقى بين اغوالِ
أشباح ليلي تواري انني شبح
على صفاتك امثالي واحوالي
أحيا مثيلك طيراً بين أخيلة
من السماء ومن ماء ومنهالِ
ومن هموم وحنات مروعة
ومن جروح وآهات واهوالِ