توْطِـئَـة :
كُـلّنا مدنٌ مهزومَة . .
كُـلّنا وطنٌ يبْحثُ عنْ مَـلاذ . .
لَا تَـنْـظُر دُخَانِـي . .
انْـتَـظِر قـِيـامَـتِـي !
.
.
أتَـعْــلَمُ ذَلِكَ الجـُرح الـقَـدِيم . .
الـمُـنْـدَمِـل بـنُـدْبةٍ كـبـيرةٍ فِـي جَـسَـدِك . . ؟
ذَاكَ الـذّي يَشُدّ جِلْدك عِنْدَمَا تَهْتَزّ ضاحكاً /باكياً . .
كمـُجـُون مَجْنُون ؟
.
.
هَا أنَتَ تَعُودُ تَـجْـرَحُـهُ / تَفْتَحُهُ / تُـدْمِـيـه . .
تَتْرُك سِّكّينَكَ فِيهِ وَ تَرْحَل . .
تَذُوبُ كضَباب الْمِلْحِ الْأَزَلِيّ . .
و أَنَا . .
أُنـْثَى الْخَطِيئَةِ بـدِيـَانَتِك . .
جَامِعَةُ الرِّجَال بِقلمِك . .
آسِرَةُ الْأَرْوَاح /سِتُّ المِلاح
أُحَـاوِل/ أُزِيحُهَا / أُزُيـلُهَا / أُحَطِّـمُهَا
.
.
أُفَكِّر . .
لِمَاذَا تَقْتُلْنِي لِلْمَرَّة الْأَلْف ؟
لِمَاذَا تُدْمِيني لِلْمَرَّة الْأَلْف ؟
لِمَاذَا تَجْرحُني لِلْمَرَّة الْأَلْف ؟
صَدَى . .
و أَنَا بِضْع رَجْعِه . . لَا أَكْثَرَ . . !
.
.
هُنَاكَ بَعْضُ الدُّرُوب . .
لَا تَتُوب !
ذُنُوب !
آهِ مِنْ الذُّنُوبِ
.
.
و هِي تَخْتَار الْإِيَاب !
تَخْتَار سُكنى الضُّلُوع . .
ليسَ هَذَا عِتَّاب . .
عَذَابٌ يَتْلُو عَذَابٌ
.
.
تَظَل رُوحِي سَكْرَى . .
تَبْحَثُ عَنْ وَطَنٍ لَا يَخُون . .
و كُلّ الْأَوْطَان أَعْلَنْت الرَّحِيل إليّ . .
فَهَل يفيدُ أَي شيّ ؟ !
أمِّ أَنَّ للهاوية مَسْلَكٌ وَحِيدٌ . .
إلَى الْأَسْفَلِ . . لاَ يَحِيدُ !
.
.
اُنْظُر خَرَائِب عَاثها حُبك فِي صَدْرِي . .
رَمَادٌ و حَرَائِقٌ و نِيرَان . .
خَواء كَبِيرٌ و بَقَايَا نَبْض . .
لَا يُجِيبُ . .
بَقَايَا رَوْحٍ . . لَا تَخَيِّب . .
بَقَايَا حُب . . لَا يَغِيب . .
.
.
يَظَلّ جُرْحِي مفتوحاً . .
كَحَال الْمُدُن المنكوبة بَعْد الِانْفِجَار . .
مَا نَفَعَ الِاعْتِذَار ؟
هَل يُفِيد الْحَيَارَى . .
أَمْ هَلْ يطبب . .
تِلْكَ النَّارَ ؟
.
.
قَدْ مَاتَتْ الْمَدِينَة العُظمى . .
و غَزَت الْخَيْبَة الْأرْجَاء . .
خواءٌ يصفَعُ خَواء . .
إيهِ يَا نَفْسُ . .
لَا أرضٌ تقيكِ . .
ولا سمَاء . . !